حــــقــــيــــقــــة شــــــــاعـــــــر
سـأفـتـرش الــتـراب ولا أبــالـي
وألـتـحف الـسـماء كـما بـدا لـي
حــقـيـقـة شــاعــر حــــر أبــــي
كـتـبت الـشعر مـن غـير ابـتذال
أرقــع مــن ثـيـاب الـدهر ثـوبي
وأورثـنـي الأسـى سـهر الـليالي
أسـافر فـي ربـوع الأرض سـيرا
عـلـى قـدمـي لأشـرب مـن زلال
وأعـمل جاهدا في كسب رزقي
لأطـعـم مـن شـقا زنـدي عـيالي
حـملت الـطين والأحجار فوقي
ونـمت على الحصى وبلا تعالي
أجـوب الأرض بـحثا عـن حلال
وقــد عـفـت الـحرام بـكل حـال
لأمـنـح مـن أعـول صـلاة قـلبي
فـما حـادت خـطاي عـن الحلال
يــجـور الــدهـر والأيــام تـقـسو
وصــبـري صــامـد عـنـد الـنـزال
أبــيـت الـلـيل مــن كــد وجـهـد
كـلـيل الـكـف مـشـغول بـحـالي
تـمـنـيت الـمـمـات بـكـل صــدق
لــعـل الــمـوت فـــوز بـالـمـعالي
فـذاك الـموت أفـضل مـن حـياة
بـهـا أنـعي الـشباب إلـى الـزوال
قـصصت بـكل صـدق مـا أعاني
ومــا تـلـك الـحقيقة عـن خـيال
يـرانـي الـنـاس مـبـتسما فـقالوا
ســعـيـدا فــــي مــلـذات ومـــال
ولا يــــدرون أنــــي بــانـفـرادي
أصــب الـدمـع فـي كـل اعـتزال
فـظهري مـنحن مـن ثـقل هـمي
وإن نـظـروا لـطـولي واعـتدالي
ولــو قــرأوا قـصـيدي فـي تـأن
لـسـال الـدمـع مــن ألــم الـمقال
فـلـست كـمـا يـظن الـناس قـلبا
بــه الأفــراح تـأتـي فــي تـوالي
فـحـينا أمـضـغ الآهــات مـضـغا
وأجــتـر الـمـواجـع فــي ثـمـالي
وأكـتـب مــن أنـيـني كــل بـيت
ووجــهـي قـــد تـعـفـر بـالـرمال
أنــــا قــلــب مــواجـعـه غــــزار
فـقدت الـعيش في ظل احتلال
فـفي وطـني يموت الحر جوعا
وتـفـني الـخـير أجـسـام الـبغال
أرى وطــنــي تـمـزقـه الأيـــادي
وتـعـلـو فــيـه أربـــاب الــظـلال
ومـثـلـي لا تـطـيـب لــه جــراح
وأرضــي فـي مـواجهة اغـتيال
تـقـارعـني الـمـآسـي كـــل يــوم
ويــذهـب كـــل لـــص بـالـغـلال
فـهـل لـلشعب أن يـصحو بـفجر
يـثـور بــه عـلـى كــل احـتـيالي
سئمنا الموت صمتا دون جدوى
كـرهـنـا حــكـم أشـبـاه الـرجـال
بــثـورة مــدنـف عــدنـا رجـــالا
تـذيـق الـظـلم أهــوال الـنـضال
الــشــاعـر/ مــحــمـد الــربــادي
تعليقات