من جديد غِرّيد النواعير...
( آهِ من دنيا...)
راقتِ الدنيا وَ لَذَّتْ
وَصَفَا لَيْلُ الصَّبابَهْ
في ليالي الأُنْسِ عِشْنَا
في رِياضٍ مُسْتَطابَهْ
كم تَنَاغَينَا بِهَمْسٍ
نَحتَسِي خَمْرًا مُذابَهْ؟
من رحيقِ الحُبِّ شَهْدًا
فاقَ للزَّهْرِ رُضَابَهْ
كم سَمَرنَا في غِناءٍ
مِن مَواويلِ العَتَابَهْ؟
غيرَ أنَّ الشَّرَّ بالمِر
صادِ إذْ كَشَّرَ نَابَهْ
فَانْبرَى الحِقْدُ علينا
سَنَّ بالخُبثِ حِرَابَهْ
غاظهَمْ عِشْقي المُصَفَّى
فَأَبَوا إلّا اسْتِلابَهْ
ما رَأَوا للنيلِ مِنّا
أَيَّ شَيْنٍ أَو مَعَابَهْ
فَمَضَتْ في السِّرِّ تَعثُو
وَيحَهَا تلكَ العِصابَهْ
لو غَريبًا كان نِدِّي
آهِ مِنْ غَدْرِ القَرَابَهْ
شَيطَنوني عندَهَا حَتَّ
ى رَأَوا منها اسْتجابَهْ
خُدِعَتْ منهم بِوَعْدٍ
كَشَفَتْ بعدُ سَرَابَهْ
لا هِيَ ارْتاحَتْ ولا قَل
بُ الذي يشكو مُصَابَهْ
فَكلانَا غارقٌ في
حُزنِهِ يَبكي شَبَابَهْ
***
بَعدما العُمرُ تَوَلَّى
رَجَعَتْ تَطرُقُ بَابَهْ
بَعثَتْ غَمًّا دَفينًا
أَجَّجَتْ فيهِ الْتِهابَهْ
هَيَّجَتْ فيهِ جِراحًا
أَعْجَزَتْ جيشَ الطِّبابَهْ
آهِ يا نَجوَى لِعُمْرٍ
كم تَجَرَّعنا عَذابَهْ ؟
2020/8/9
وليد العاني
(غِرّيد النواعير)
تعليقات