تُعاتبني الحروفُ ومبتغاها
أكون لذاتها نسباً وجاها
وحقّي بالمدارسِ ضاعَ منّي
وقد لاقيتُ بالدنيا أذاها
فلا في أرضها خيرٌ لحالي
ولا طيرٌ لحظي في سماها
تعلّمتُ القراءةَ من صديقٍ
عزيزٍ كان أولاني انتباها
رفيقي في برارينا رعاةٌ
جُباةٌ للجمالِ على رُباها
رعينا في برارينا شياهاً
وكدنا بساعةٍ ننسى الشياهَ
وقد أكبرتُ في خلّي التحدّي
يعلّمني ولا يرجو جزاها
فعلّمني الحروف مركّباتٍ
وعلّمني الضوابط في بناها
كتبنا والصحائف من ترابٍ
بطينِ الأرضِ إن نالت مناها
كتبنا بالحصى عمتُم مساءً
كتبنا والسماء وما بناها
وشمنا الصخرَ في نقشٍ فريدٍ
حروفٌ كاد يسحرُ مُحتواها
يُشاغلنا الربيعُ بكل حسنٍ
وتأخذنا الرياحُ على هواها
فنقرأ والرياحُ على رحيلٍ
ونكتبُ والثغاءُ على مداها
إلى أن شاءَ ربي وافترقنا
وما بلغتْ حروفي مستواها
رجعتُ إلى الكتاب كتاب ربي
وروحي فيهِ لاقتْ مُبتغاها
هدى نفسي الإله لنيلِ علمٍ
ولولا الله ما نالتْ هداها
صالح ابو عاصي
تعليقات