نَظَرَتْ إليَّ لتَستبدَّ بناظري
فكأنّها معنىً بقلبِ الشاعرِ
في كُنهِ عينيها استزادت دهشتي
من شـاغرٍ ظـنّتْه لـيـس بـشـاغِـرِ
أقبـلتُ ارقُـبُها بـوعيٍ غائـبٍ
وبلهفةٍ حَضَرتْ وغيبةِ حاضرِ
مدّت حريرَتها تلفُّ اصابعي
في كفّها ورمَت بجِفنٍ فاتِـرِ
سـلبتـني مـنّـي دون أيِّ تــمنّـعٍ
كالسحرِ يركضُ في نبوءةِ ساحرِ
ناولتها رقمي ورابطَ صفحتي
فتلكّئتْ خجلاً بـصوتٍ حائرِ
قالت سررتُ بذا اللقاءِ وكيف لا
ازهـو كـواردةٍ تـئــوبُ بـصـادرِ
ولَأنتَ مـوصولُ البهاءِ جـميلُهُ
يا دمعةَ الماضي وبسمةَ حاضري
فغداً اتوبُ من السِنيِّ جميعها
كانت بدونك "لي فكُن بالغافرِ"
وسأبعثُ القصصَ التي ضمّختُها
بمشاعري واُريكَ بعضَ خواطري
ستمدُّ اشعاري بقافيةِ الهوى
وتسيلُ في عُسري كمِنحةِ ياسرِ
وأُسلّمُ الياسْمِينَ مُلكَ حدائقي
ولكي أراكَ على بياضِ دفاتري
يحذوك إلهامٌ يروضُ قريحتي
استمطرُه من وحيِ حبٍّ ماطرِ
روحي فداكَ لكَ الوفاءُ مخلّداً
مع كلّ إشراقٍ وصبحٍ سافرِ
لكنّ صوتُ اخي المزلزلُ راعني
من هولِ مفزعةٍ وبغثةِ غادرِ
كَلَفِي به حُلُماً تسلّلَ خِلسةً
في ظاهرٍ يرتادُ بِزّةَ ساترِ
قد كنتُ بين البرزخينِ فإن أجِدْ
سـببــاً إلـيـها كـنـتُ اولّ زائـرِ
طارت بزوْرتِها الرياحُ فلا هي
بقِيَت كظلِّ شُجَيْرةٍ لمُسافرِ
ولقد نظرتُ إلى السماءِ مطوّلاً
فلعلها التَبَسَتْ بهيئةِ طائرِ
ثمّ انتهيتُ ببدءِ أولِّ أمرِها
كانت بحُكمِ بدايةٍ في آخرِ
#هشام
تعليقات