الدنيا
غوتني التي أسعى إليها بلهفة
دعتني وأغرت ثم دارت وولّتِ
إليها تحج النفس حجة عاشق
ولا ترحم الدنيا إذا ما تخلتِ
عصيّ عليَّ القول إني خسرتها
فأكثر قولي أنْ تركتُ فخلّتِ
وكم ذا تلاقينا وكم ذا أردتها
رضيت هواها راغبا وأذلّت
أأشتاقها شوق المحب لمن هوى
وأدري وتدري أنها قد أضلّت
لقد كان قول الكاذبين مقالها
وفعل الشياطين المضيّع دلّت
فسخريةٌ أن قد بلغت حبيبة
لتخبرني الأيام كيف تسلّتِ
ومذبحة ما قد أقمت بخافقي
لفاتنة أجرت دمي واستحلّت
فؤاد جريح والضحايا عديدة
فلا حكم أبقت للحجا مذ تجلّت
لكم بتّ أخشى من سماها تلوّنا
ولا لون لي فيها عشقتُ وأجْلَت
فماعدت أسعى في الحياة مطالبا
بما ليس لي، روحًا عرضت وأغلتِ
كأنّي بأنثى لست أرضي غرورها
أطيع هواها كيف شاءت وأملت
ورحلة عبد بعد شدّ رحاله
لدنيا أقلّت نفسه واستقلّت
بنفس تعامت أفقدته بصيرة
وغُيّب عنها مارأته فزلّت
وضاعت ولم يظهر لها ما أضاعها
وقالت هي الدنيا رمتني وملّت
رفيقة بدياري
تعليقات