من جديد غِرّيد النواعير...
(قُلْ لابنةَ الخَمسينَ...)
عادَتْ إِليَّ وفي الهَوَى مافي الهَوَى
والصَّبُّ دَومًا لِلقديمِ مَشُوقُ
غازَلتُها فَتَبَسَّمَتْ عن بهجةٍ
إِنّ التغزّلَ لِلحِسانِ يَرُوقُ
ضحكتْ وقالَتْ:وَيحَ قلبِكَ لم يَفِقْ؟!
ما عادَ فينا للشبابِ بَريقُ
هذا خريفُ العُمْرِ أَشرَعَ بابَهُ
هل بعدَ ذلكَ لِلجُنونِ طريقُ؟!
قُلتُ : اسْمَعي عنّي روايةَ شاعرٍ
خَبِرَ النساءَ بِمَا يقولُ صَدُوقُ
قُلْ لِابْنةِ الخَمسينَ لَسْتِ مُسنّةً
ما دامَ قلبُكِ لِلغرامِ يَتُوقُ
ما زِلتِ في أحلَى الرَّواءِ تَغَنَّجي
فالخدُّ وَردٌ والشِّفاهُ عَقيقُ
في العَيْنِ هَمْسٌ والمُحيَّا باسمٌ
والصَّدْرُ يَزهو والقَوامُ رَشيقُ
إنّي هَويتُكِ فَانْزلي في مَركبي
فالزَّهْرُ يعبقُ والنسيمُ رقيقُ
أَنَسِيتِ أيّامَ الصِّبَا يا حُلوتي
عَهْدَ الهَناءِ عشيقةٌ وعشيقُ ؟!
ياحُلوةَ الثغْرِ الضَّحُوكِ تَبَسَّمي
لِيفوحَ من طِيبِ الشِّفاهِ رَحيقُ
لا تُبعديني عن جَناكِ فإنّ بي
قد شبَّ ما بينَ الضُّلُوعِ حَريقُ
لو كنتُ في ماءٍ غَرِقتُ لَهُوِّنَتْ
لكنّني وَسْطَ اللهيبِ غَريقُ
لن ينطفي شَوقي ولا جَمْرُ الهَوَى
حتى يذوبَ على شِفاهِيَ رِيقُ
رِيقٌ لِمبسمِكِ اللذيذِ هُوَ الشِّفَا
هل لي إلى تلكَ الشِّفاهِ مُرُوقُ؟
2020/8/14
وليد العاني
(غِرّيد النواعير)
تعليقات