جئْنا دياركَ لمّا الوجدُ أبكانا
وسارقُ النّومِ في الأحداقِ قد بانا
وحينَ أضرمَ في الأضلاع جَمْرَتَهُ
وأسهدَ الليلُ في ذكراكَ أجفانا
حملتُ بعضي وبعضي راحَ يسبقني
ويمتطي صهوةً للحبّ ظَمْآنا
لمّا وصلنا نسيمُ الدّار جمّعنا
وعانقَ القلبُ بابًا كان حيرانا
مَوْسَقْتُ في سَمْعِهِ الموصود أغنيةً
موّالُها الآه يشدو الحزنَ ألوانا
تَمْتَمْتُ في أُذْنِهِ آهاتِ قافيتي
و عازف الشّوقِ غنّاها وأبكانا
قَلَّبْتُ قلبي على أوراق أسئلتي
فهاجَ منهُ الجوى بالسّؤلِ بُرْكانا
لمّا تَلَوَّعَ فارَ الصَّمْتُ من حدقي
دَمْعًا تَسَلَّلَ في الخدّين سَكْرانا
تَقَطَّعَ الأملُ المنشودُ واأَسَفي
حتّى ظننت بأنَّ الدّار تَنسانا
بيني وبينكَ يا باب الهوى شجنٌ
تقدُّ أسيافُهُ بالهجرِ شريانا
قد كان بالأمسِ خلٌّ هاهنا كَتَبَتْ
للحبِّ كَفّاهُ عهدًا باتَ عنوانا
فكم شربتُ كؤوسَ الحبِّ من يدهِ
والعشق من عينهِ يرويهِ أحيانا
وكمْ تَلَعْثَمَتِ الكلماتُ في شَفَتي
لمّا يدندنُ لي بالليلِ نَشوانا
ٌ "أهواهُ " ما كُتِبَتْ إلا بأحرفهِ
والشّعرُ أجودُهُ من حُسْنهِ ازْدانا
أَوّاهُ يا باب لم يُبْقِ الهوى وَجَعًا
إلا وتعزفهُ ذكراهُ أشجانا
تَقاذَفَتْنا رياحُ البَيْنِ فَانْتَثَرَتْ
فينا المواجعُ..ليتَ الهجر ما كانا.
أدهم النمريني .
تعليقات