رصاصات العيون
بطــيفِ صبيتي أُلهمتُ شعـــــرا
فصار الطيف في الهجرانِ خمـرا
،
وأودعنــي لهـيباً فـي فـــؤادي
يلامس مقـتلي فأزيــدُ صبــــــرا
،
تروني عاجــــزاً عن كل حــــرفٍ
إذا نوقشتُ في العينين امــــــرا
،
ولـم أمــــدح سواهـا غيــر إنـي
مدحت خيالها خيــــراً وشــــــرا
،
يُلقننـي الغــــرام كـؤوس ســـمٍ
أوزعها على الأعضــــاء دهـــــرا
،
أرى القانــــون حاســبها لقتلـي
ولكنَّ العــيون أخـــــذن عــــذرا
،
ولـو أنــي كتبــت بها قصــيدي
لكانت أعظم الكلمـات عصــــرا
،
كتبت بهجـــرها بيـتاً صغـــــيراً
ودمعـيْ والهٌ قـد صـار حـبـــرا
،
أقــدم راغــــباً أُنسـي وبؤسـي
وإن قــــال الوشــاة أتـــيت وزرا
،
أقدم احــرفي للشــــــوق دومــا
فصـــيحاً ناضــجاً شعــراً ونثــرا
،
كلالـيب الفـــراق أمـرْنَ حـرفـي
لاكتــب اسمــها فأصـــير حــــرا
،
أعانــق ظل مـن أضـنت فـؤادي
وأجعـــــلهُ مــع الظلماءِ ستـــرا
،
اُزين مسمــــع العــذال دومــــاً
بآهٍ أصبحـــت في العيش جـذرا
،
أقلــب وحشـتي عـــــلّي ألاقـي
مــع الأيــام إن أشــــرقتُ ذكرى
،
أيا مُشْـــتاقُ مـا لك لا تـــــداري
هوىً يسقيــك في الأيام مــــرا؟
،
ألـــم تعلـــم بـــأن لها عيـــــوناً
إذا نظرت يصير القـــلب جمراً؟
،
رأيت المـــوت في وصلٍ وهـجرٍ
يغالبُ غفوتي فـي الليــل قهـرا
،
رأيـت الدمــع فـي بعــدٍ وقربٍ
رأيت قصيــــدتي للدمع مجرى
،
وباسم الشوق أسألــها وصــــالاً
فتحقننـي بعذر العقــلِ هجــرا
عمـــــار علـي العبدلـي
11/7/2020
تعليقات