من جديد غِرّيد النواعير...
(قل لابن زايد...)
أَزِحْ كؤوسَكَ لا أُنسٌ ولا طَرَبُ
إنّا سُكَارَى بِخَمْرِ الحُزنِ نَنتحِبُ
أُنظُرْ حَواليكَ من فاسٍ إلى يَمَنٍ
تَرَ النفوسَ بِجَمْر اليأسِ تَضطربُ
بغدادُ غِيلَتْ ومنّا كان قاتلُها
فاسْتفحلَ الوَيلُ فيكم أَيُّها العَرَبُ
مِمّنْ تباكَوا على أعتابِنا هَلَعًا
إذ لاحَ لِلشرِّ في أَجوائهمْ سُحُبُ
فاسْتصرخونا فَسَيَّرنا جحافلَنَا
لمَّا تَهاوَتْ على أَقدامِهَا الرُّكَبُ
حتى إذا ما انْجَلَتْ عنهم مَخاوفُها
واسْتشعروا الأَمنَ بانَ الزيفُ والكَذِبُ
فَكشَّرَ الغِلُّ عن مَكنونِ خِسَّتِهم
مَنُّوا علينا بما أَعطَوا وما وَهَبُوا
إنّ العقاربَ يبقَى الغدرُ شِيمتَها
كم يا عقاربُ منكم مَسَّنا لَسَبُ؟
ما كانَ (بَولًا) دمي يا نَسْلَ عاهرةٍ
إنّا لَنعلمُ عنكم أَنّكمْ جَرَبُ
لكنَّ بغدادَ ذاقَتْ من حَميّتِها
مُرَّ الجزاءِ بما قد جَرَّهُ النَّسَبُ
مِن زمرةِ العارِ فئرانَ الخليجِ غَدَتْ
بعدَ العراقِ على أسيادِها تَثِبُ
فأَوقدوا الفِتَنَ العمياءَ عارمةً
فكلُّ صَقْعٍ مِنَ الأصقاعِ مُلتَهِبُ
فالشامُ قد ذُبِحَتْ صنعاءُ قد سُحِقَتْ
بيروتُ قد فُجِعَتْ والحَبْلُ يَنسَرِبُ
في كُلّ جُرحٍ أَرى سِكّينَكمْ غُرِزَتْ
وكُلُّ حَيٍّ بما دبّرتُمُ خَرِبُ
صَفَّيتُموها على ما يشتهي نَتِنٌ
من آلِ صهيونَ فيكم هازئٌ لَعِبُ
قُل لِابْنِ زايدَ (طَبِّعْ) مثلَما رَسَمَتْ
لكَ اليهودُ ونَفّذْ كُلَّ ما يَجِبُ
غَدًا سَتَتبعُكَ الأَنجاسُ من (قَطَرٍ)
وَ (آلُ دوسَع) لا شَكٌّ ولا رِيَبُ
وابْنُ (الصباحِِ) له في السِّركِ ملعبُهُ
أخزاكُمُ اللهُ لا دينٌ ولا حَسَبُ
لكنْ تَيَقَّنْ بأنَّ الحقَّ مُنتصِرٌ
مهما ادْلَهَمَّ علينا الليلُ والنُّوَبُ
هذي فِلسطينُ والأقصَى ومقدسُنا
غَدًا يُزَفُّ إليها الفيلقُ اللَّجِبُ
غدًا سَتبحثُ عن جُحْرٍ تلوذُ بِه
يا أيُّها الضبُّ لا مَنْجَى ولا هَرَبُ
2020/8/22
وليد العاني
(غِرّيد النواعير)
تعليقات