وَ قَدْ صُمْتُ لِلنَّجْوَى نَهارِي تَذَلُّلَا
وَ شَيَّدْتُ أَوْقَاتِي بِسُؤْلِي تَعَفُّفًا
وَ أنْبَتُّ في بُورٍ بِنُورِي تَبَتُّلَا
وَ غَادَرْتُ قَعْرَ السَّهْلِ..حَبَّذْتُ عُزْلَتِي
وَ أَطْنَبْتُ في زَجْرِ النُّهَى بُغْيَةَ العُلَى
وَ خَبَّأْتُ مِنْ سِرِّ الرِّضَى وَقْتَ شِدَّتِي
لِكيْ لا أَعِيشَ القَفْرَ أَيَّامَ أُبْتَلَى
وَ هَيَّأْتُ نَفْسي حينَ أَيْقَنْتُ سَعْيَهَا
إِلى كَشْفِ بَعْضِ الحُجْبِ حُلْمًا لِتُكْمِلَا
إِلَى وَصْلِ لَيْلَى تَاقَ شَوْقِي صَبَابَةً
وَ مَهْمَا بَدَا مِنْهَا تُلَاقي تَقَبُّلَا
وَ لَوْ أَنَّ مَا بِي مِنْ هُيَامٍ أَصَابَنِي
عَرَى رَبْوَةً عُلْيَا لَدُكَّتْ تَزَلْزُلَا
فَنيرَانُ ابْرَاهيمَ حُبٌّ كَحُرْقَتِي
وَ لَوْلا دُموعِي مَا اسْتَطَعْتُ التَّحَمُّلَا
وَ طُوفانُ نُوحٍ مِثْلَ شَوْقي إذَا سَرَى
عَلَى طَرْفِهِ مَا كَفَّ يَوْمًا تَوَغُّلَا
وَ يَعْقوبُ يَشْكُو البَثَّ...أْحْزانهُ مَعِي
وَ مِنِّي شَرَى أيُّوبُ قَسْطًا مِنَ البِلَى
فَأَلْفَيْتُ لَيْلِي عِنْد َ لَيْلَى لُفَافَةً
وَ إِنْ أُقْصِيَتْ بِالبُعْدِ وَ النَّأْيِ وَ القِلَى
وَ عَنْ حِكْمَتِي في العِشْقِ مَا لِي جَهَالَة
وَ مَا غَادَرَتْ لَيْلَى لِحَاظِي فَأَجْهَلَا
وَ مَا بِنْتُ حَتَّى أَشْرَقَتْ فِي غَضَاضَةٍ
مِنَ الحُسْنِ مَا لَمْ يُبْدِ خَلْقٌ تَجَمُّلَا
أَ يا خَيْرَ مَا هَامَتْ بِها أَيُّ مُهْجَةٍ
فَذَابَتْ...وَ أَسْنَى مَنْ أُشِيدَتْ وَ أَمْثَلَا
أَ يَا لَيْتَ لِي مِنْ طَلَّةِ النُّورِ لَمْحَة
هَفَتْ مِنْكِ.. كَيْ يَمْضي ذُهُولِي وَ يَبْطُلَا
لَكِ الأَمْرُ فِي شَأْني إذَا شِئْتِ فَارْحَلِي
فَمَا في ثَنايَا القلْبِ قَصْدٌ لِيَرْحَلَا
أَنَا فِي هَوَى لَيْلَايَ أَفْنَى وَ مَا مَعِي
سِوَى صُورَتِي ذَابَتْ وَ لَيْلَى تَمَثُّلَا
وَ لَوْلَا هَوَى لَيْلَايَ فَاضَ الأَنَا مَنَى
وَ طَلَّقْتُ ذَاتِي...زِدْتُ مِنِّي تَنَصُّلَا
جلال بن روينة.. تونس..20/05/2019
تعليقات