اهداء الى روح جدّتي
شعر شهم بن مسعود (البحر الكامل)
أَبْلَتْ وَ أَبْلَى لَحْمُهَا وَ عِظَامُهَا
خَرَجَتْ مِنْ الدنْيَا القَلِيلِ دَوَامُهَا
لَوْ أَنَّهَا رَجَعَتْ لِيَا لَوْ سَاعَةً
لَلَثَمْتُ تُرْبًا دَاَسهُ أَقْدَامُهَا
فَلتَبْكِكِ العَيْنُ التِي قَدْ طَالَمَا
كُنْتِ لَهَا الحِصْنَ وَ كُنْتِ غَرَامَهَا
كُنْتِ الحَناَنَ إِذَا حَزِنْتُ وَ مَلْجَئِي
فَاليَوْمَ هَا أَنَا هَائِمٌ مُذْ عَامُهَا
لَوْ تَنْظُرِينَ إِلَى مَآلِيَ بَعْدَكِ
ذَلَّتْ بِيَ النَّفْسُ و طَأْطَأَ هَامُهَا
لَا زَالَ طَيْفُ خَيَالِكِ يَرْتَادُنِي
إِذْ مَا غَفَتْ عَيْنٌ وَ طَالَ نِيَامُهَا
و لَقَدْ يَطُولُ بِيَ السُّهَادُ فَلَا أَرَى
إلّا السَّمَاءَ تَرَاقَصُ أَجْرَامُهَا
إنَّ الحَيَاةَ و مَا بِهَا مِنْ بَهْرَجٍ
بَعْدَ الأَحِبَّةِ لا يَطِيبُ مُقَامُهَا
كُلُّ إبْنِ آدَمَ إِنْ تَمَتَّعَ مُدَّةً
لا بُدَّ يَوْمًا تُضْنِهِ آلَامُهَا
غَدَّارَةٌ تِلْكَ الحَيَاةُ إذَا رَمَتْ
بَشَرًا إِذًا حَتْمًا تُصِبْهُ سِهَامُهَا
تُلْهِيكَ وَقْتًا بِالشَّبَابِ و رَيْعِهِ
ثُمَّ تَحِلُّ سَرِيعَةً أَسْقَامُهَا
لَوْ أَنَّهَا دَامَتْ لِغَيْرِكَ لَمْ يَصِلْ
لَكَ مِنْهَا شَيْءٌ فَإجْتَنِبْ أَوْهَامَهَا
إنّ الّذِي جَمَعَ الكُنُوزَ و خَزَّنَ
لَمْ يَكْتَرِثْ أَ حَلَالُهَا أَ حَرَامُهَا
يَخْرُجْ مِن الدُّنْيَا كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ
يَرْحَلْ ويُثْقِلُ ظَهْرَهُ آثامُها
يَبْنِي و يَجْمَعُ كُلَّ يَوْمٍ آمِلًا
فَإِذَا المَنِيَّةُ مُصْلَتٌ صَمْصَامُها
لن تَأْكُلَ مَا لَيْسَ من أَرْزَاقِكَ
فَإرْضَ بِما كَتَبَ لَكَ قَسَّامُهَا
أَ تَخَافُ من فَقْرٍ و تَعْلَمُ جُودَهُ
فَهُوَ الّذِي رَزَقَ الطُّيُورَ طَعَامَهَا
فِيمَا تَكَالَبْتَ لِجَمْعِ دَرَاهِمٍ
هَلْ سَوْفَ يَخْلُدُ مَنْ جَنَى أَكْوَامَهَا
و النَّفْسُ لا تَأْلُو طِلَابَ حَوَائِجٍ
لا تَرْعَوِي إنْ لم يُشَدَّ لِجَامُهَا
يا نَفْسُ لا تَغْتَرِّي إنَّ بَقَاءَكِ
لَكَمِثْلِ غَفْوَاتٍ غُثا أَحْلَامُهَا
كَيْفَ يَكونُ جَوَابُكِ يا نَفْسُ إذْ
بَلَعَتْكِ أَرْضٌ وَ إحْتَوَاكِ ظَلَامُهَا
كَيْفَ إعْتِذَارُكِ بَيْنَ أَيْدِي خَالِقٍ
إذْ ما جَهَنَّمُ مُسْتَعِرُّ ضِرَامُهَا
تَبْكِينَ هَلْ تَجِدِي لَكِ مِنْ شَافِعٍ
وَ تَرَى الجِنَانَ دَاخِلُونَ كِرَامُهَا
كُونِي النُّجُومَ إِذَا تُشِعُّ بِلَيْلَةٍ
تَتَهَجَّدِينَ إذَا غَفَى نُوَّامُهَا
لِتُبَادِرِي لَيْلًا تَطَاوَلَ إنَّهُ
يَوْمَ التَّغَابُنِ يَسْلَمُ قَوَّامُهَا
لو أَنَّ مَنْ سَكَنَ القُبُورَ وَهَبْتَهُمْ
عَمَلًا لَقَالُوا لَيْلَةٌ و قِيَامُهَا
هِيَ ذِي الحَيَاةُ تَغُرُّكِ لَكِنَّهَا
نَدَمٌ إذَا لَمْ تُغْتَنَمْ أَعْوَامُهَا
شعر شهم بن مسعود (البحر الكامل)
أَبْلَتْ وَ أَبْلَى لَحْمُهَا وَ عِظَامُهَا
خَرَجَتْ مِنْ الدنْيَا القَلِيلِ دَوَامُهَا
لَوْ أَنَّهَا رَجَعَتْ لِيَا لَوْ سَاعَةً
لَلَثَمْتُ تُرْبًا دَاَسهُ أَقْدَامُهَا
فَلتَبْكِكِ العَيْنُ التِي قَدْ طَالَمَا
كُنْتِ لَهَا الحِصْنَ وَ كُنْتِ غَرَامَهَا
كُنْتِ الحَناَنَ إِذَا حَزِنْتُ وَ مَلْجَئِي
فَاليَوْمَ هَا أَنَا هَائِمٌ مُذْ عَامُهَا
لَوْ تَنْظُرِينَ إِلَى مَآلِيَ بَعْدَكِ
ذَلَّتْ بِيَ النَّفْسُ و طَأْطَأَ هَامُهَا
لَا زَالَ طَيْفُ خَيَالِكِ يَرْتَادُنِي
إِذْ مَا غَفَتْ عَيْنٌ وَ طَالَ نِيَامُهَا
و لَقَدْ يَطُولُ بِيَ السُّهَادُ فَلَا أَرَى
إلّا السَّمَاءَ تَرَاقَصُ أَجْرَامُهَا
إنَّ الحَيَاةَ و مَا بِهَا مِنْ بَهْرَجٍ
بَعْدَ الأَحِبَّةِ لا يَطِيبُ مُقَامُهَا
كُلُّ إبْنِ آدَمَ إِنْ تَمَتَّعَ مُدَّةً
لا بُدَّ يَوْمًا تُضْنِهِ آلَامُهَا
غَدَّارَةٌ تِلْكَ الحَيَاةُ إذَا رَمَتْ
بَشَرًا إِذًا حَتْمًا تُصِبْهُ سِهَامُهَا
تُلْهِيكَ وَقْتًا بِالشَّبَابِ و رَيْعِهِ
ثُمَّ تَحِلُّ سَرِيعَةً أَسْقَامُهَا
لَوْ أَنَّهَا دَامَتْ لِغَيْرِكَ لَمْ يَصِلْ
لَكَ مِنْهَا شَيْءٌ فَإجْتَنِبْ أَوْهَامَهَا
إنّ الّذِي جَمَعَ الكُنُوزَ و خَزَّنَ
لَمْ يَكْتَرِثْ أَ حَلَالُهَا أَ حَرَامُهَا
يَخْرُجْ مِن الدُّنْيَا كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ
يَرْحَلْ ويُثْقِلُ ظَهْرَهُ آثامُها
يَبْنِي و يَجْمَعُ كُلَّ يَوْمٍ آمِلًا
فَإِذَا المَنِيَّةُ مُصْلَتٌ صَمْصَامُها
لن تَأْكُلَ مَا لَيْسَ من أَرْزَاقِكَ
فَإرْضَ بِما كَتَبَ لَكَ قَسَّامُهَا
أَ تَخَافُ من فَقْرٍ و تَعْلَمُ جُودَهُ
فَهُوَ الّذِي رَزَقَ الطُّيُورَ طَعَامَهَا
فِيمَا تَكَالَبْتَ لِجَمْعِ دَرَاهِمٍ
هَلْ سَوْفَ يَخْلُدُ مَنْ جَنَى أَكْوَامَهَا
و النَّفْسُ لا تَأْلُو طِلَابَ حَوَائِجٍ
لا تَرْعَوِي إنْ لم يُشَدَّ لِجَامُهَا
يا نَفْسُ لا تَغْتَرِّي إنَّ بَقَاءَكِ
لَكَمِثْلِ غَفْوَاتٍ غُثا أَحْلَامُهَا
كَيْفَ يَكونُ جَوَابُكِ يا نَفْسُ إذْ
بَلَعَتْكِ أَرْضٌ وَ إحْتَوَاكِ ظَلَامُهَا
كَيْفَ إعْتِذَارُكِ بَيْنَ أَيْدِي خَالِقٍ
إذْ ما جَهَنَّمُ مُسْتَعِرُّ ضِرَامُهَا
تَبْكِينَ هَلْ تَجِدِي لَكِ مِنْ شَافِعٍ
وَ تَرَى الجِنَانَ دَاخِلُونَ كِرَامُهَا
كُونِي النُّجُومَ إِذَا تُشِعُّ بِلَيْلَةٍ
تَتَهَجَّدِينَ إذَا غَفَى نُوَّامُهَا
لِتُبَادِرِي لَيْلًا تَطَاوَلَ إنَّهُ
يَوْمَ التَّغَابُنِ يَسْلَمُ قَوَّامُهَا
لو أَنَّ مَنْ سَكَنَ القُبُورَ وَهَبْتَهُمْ
عَمَلًا لَقَالُوا لَيْلَةٌ و قِيَامُهَا
هِيَ ذِي الحَيَاةُ تَغُرُّكِ لَكِنَّهَا
نَدَمٌ إذَا لَمْ تُغْتَنَمْ أَعْوَامُهَا
تعليقات