هواكِ خُرافي
يا أنتِ رفقاً , لم يعد قلبي معي
هجر الضلوع , أليس ذاك بكافِ ؟
حتى الحروف غدت فراشاً حائراً
وأنا غدوت أتوه بين فيـــــــافي
عينـــاك أشعلت القصــــــائد كلّها
ورضاب ثغركِ زاد من إتـــــلافي
طارت سنونُوَةُ القصيدة في الفضـا
مذ صار طيفكِ في الهـوى أضيافي
يأتي إليَّ كما عروس حكايــــــةٍ
تتـــألّقين بثــــوبكِ الشـــــــفّافِ
والعطر يسكب في خوابي حيرتي
شغفاً , فأثمل من هـواك الدّافي
غجريّـة الإحســاس تضرم لهفتي
فأعود نحو بــــداوة الأســـــلافِ
مَن مثلُ هذا الوجه يشرق صبحه
في خافقي ؟ وهل الغرام بخافِ ؟
أخشى المرايـا أن تبوح بســـرّها
لولا خطرتِ بقــدّكِ الهيّـــــــــافِ
غيرانـــةٌ منكِ النجــوم , كطفــلةٍ
تلهو بلا خجلٍ من الأعـــــــرافِ
ماذا فعلتِ بشهريـــــاركِ ليـــلةً ؟
حتى يعـــاف الغِيـــــــــد بالآلافِ
كيف ارتديتكِ في جنون مشاعري؟
لا تسـألي , بل حاولي استكشافي
شكّلتُ من نهــــديكِ كلّ كواكبي
وملأت بحـــــري منكِ بالأصدافِ
ورسمتُ أحلامي بكحــــل غوايةٍ
وبأحمر الشفتين كان كفــــافي
شـــبق القصيدة لم يزل يغتالني
ولهاثهــا , لم أستطع إيقــــــافي
ولذا أظل على خيـــول صبابتي
وصهيل روحي في هضابكِ حافِ
يا من ملكتِ حشاشتي كيف النجا..
.. ة ؟ وأنتِ مني خمرتي , وسُلافي
أعددتُ ليل القلب , كي تأتي بـه
حوريّــــــةً , وأضأته بقــــــــوافِ
شمعاً غدوت , أذوب حين تمسّـني
شـــفتاكِ , فاستلقي كسِرٍّ غــــافِ
وتوسّدي روحي عسى أرتاح من
وجع الحروف ,إذا سكنتِ شغافي
أنا مثل هذا البحر يقتلني الظما
وقواربي تعبت بـــلا مجــــــدافِ
ما لي سوى عينيكِ تلهمني الرّؤى
لأعود حقـــلاً بعد طول جفــافِ
رتّلتُ فيها كلَّ قــــرآن الهـــــوى
وملأت من سحر العيون صِحافي
لا تعجبي لو جنّ شِــعري حلوتي
فهــــواكِ يا كلّ النساء خُـــرافي
عبد الكريم سيفو _ سوريا
تعليقات