العوْدة
عُدْتِ لي بعدَ هجْرٍ دامَ دهْرا
بعدّ أنْ أصبحَ حُبي خيطَ ذكْرى
ليتَ شعري ما الذي غيّرَ فِكْرا
ما الذي بدّلَ أو حرَّكَ أمْرا
كلَّما ازدادَ حنيني قُلْتِ صبْرا
ويحَ قلبي كيفَ يمحو الصبْرُ هجْرا
رُغْمَ أنّي في الهوى جاوزتُ بحْرا
بلْ فضاءً شاسعًا أيضًا وبرّا
لم أجدْ عِندَكِ إلّا الوقتً عُذْرا
وأنا يا حسرَتي قدَّمْتُ عُمْرا
ووهبتُ الحبَ قلبًا ضاعَ هدْرا
مثلما ضيَّعْتِني غدرًا وكِبْرا
كنتُ قبلَ الهوى صقْرًا ونسرًا
لا أبالي بحدودٍ كنْتُ حُرَّا
عُدْتِ لي هلْ يا تُرى لاقيْتِ عُسْرا
في حياةٍ سابقًا أعطتْكِ يُسْرا
عُدْتِ لي بعدَ أنْ كنتِ جهْرا
تُرعِدينَ الجوَّ لومًا بل وزجْرا
إنْ شكوتُ الظُلْمَ واسْتهْجنْتُ ضُرَّا
عُدتِ أهلًا عُدْتِ سهلًا هِيَ بُشرى
أمْ تُرى يا ويْلَتي تُضْمِرُ شرَّا
ويْحَ قلبي إنَّ في الحُسْنِ لَسِحْرا
كيفَ لا مَنْ يا تُرى يعْشَقُ أسرْا
د. أسامه مصاروه
تعليقات