............ العِتابُ واللّوم ............
لَعَمْرِي ليس عَتْبُكَ بالحَميدِ
إذا أكْثرْتَ منه ولا الرَّشيدِ
إذا كَثُرَ العِتابُ فقدْ يُؤدّي
إلى بَعْثِ الضّغينةِ من جديدِ
فقد ينبو الكلامُ لديك فيهِ
و تلقى مثلَهُ عند الرّدودِ
فتصبح في مكانٍ لمْ تُرِدْهُ
بتاتاً من قريبٍ أو بعيدِ
فكمْ قَولٍ لِدُفعِ الذّنب أمسى
لِمَبْعَثِهِ أشدَّ منَ الوَقودِ
إذا عاتبتَ عاتبْ في كلامٍ
لَطيفٍ لَيِّنٍ سَلسٍ وَدودِ
فمنْ لا يتَّخِذْ في العَتْبِ لُطفاً
يَزدْ في الطِّين بِلَّةَ مُستزيدِ
ويفقد ما تَوَخّى منهُ حَتْماً
لِيَحظى بالعُتُوِّ و بالوعيدِ
ويمضي دُونما خيرٍ يُرَجّى
الى سوءٍ أشدّ منَ الشّديدِ
ومَنْ قد كان يَأْمَلُ في هُداهُ
يُجاهرُ بالجَفاءِ و بالجحودِ
تَلطّفْ في عِتابك واخْتَصِرْهُ
اذا ما كنتَ ذا رأْيٍ سديدِ
و خَلِّ اللّومَ في وُدٍّ مُبينٍ
تَجدْ فيه القَبولَ لَدَى العنيدِ
ولا تُعِدِ المَلامَ على مَلُومٍ
فَعَوْدُ اللَّومِ يَقْبُحُ بالمُعِيدِ
وقَبْلِي قال قائلُهُمْ : (أَقِلِّي
عَلَيَّ اللّومَ)واخْشَي أنْ تُعِيدي
فَكمْ منْ لائمٍ قدْ لِيمَ لمّا
غَلا في لَومهِ فوقَ الحدودِ
وأَغْضِ عنِ الهَناتِ ولا تُثِرْها
تَعِشْ أو تَبْقَ في عَيشٍ رَغيدِ
فَعَيشُ المَرْءِ في عَتبٍ ولَومٍ
تَعيسٌ لا يُوَصَّفُ بالسّعيدِ
سورية،حماة،مصياف،المشرفة.
سليمان شاهين /أبو إياس/
تعليقات