أخْمدْتُ نار الهَوى وَ القلْبُ مُسْتعِرُ
هَلْ يَشْتفي مُغْرمٌ في قلْبهِ سَقَرُ
أغْفى الحَبيبُ و بتُّ اللَّيْل مُكْتئبًا
ألْقى الهُجوعَ بِوجْهٍ دَكَّهُ الكَدَرُ
أَرْعى همومي قريبًا منْ ملامحِهَا
عَفَّتْ بِقلْبي..وَ قلْبي عنْدهَا وَزَرُ
يا ليْتهَا خبرتْ ما فاضَ مِنْ كمدِي
وَ كانَ ودٌّ وَ عشْقٌ قَرَّهُ قَدَرُ
فَتّاكَتِي الْتهَبتْ نورًا أضاءَ دُنًى
لا شَيْءَ يُرْشدنِي لوْ أدْبرَ القَمَرُ
كأنَّ يوسفَ أهْداهَا محاسِنَهُ
وَ الدّمْع منِّي كما يعْقوبَ يَنْهَمِرُ
سَبَتْ فؤادي بِجفْنَيْ مهْرَةٍ هَرَعَتْ
لَوْثَاءَ منْ عَطَشٍ..في عيْنِها حَوَرُ
غَرّاء..آسِرةٌ..بَضٌّ روادفُهَا
تَلْهو بِغْنْجٍ كما تلْهو المَهَا الأُشُرُ
كأنّهَا وَرْدةٌ فيْحاء قدْ نتجَتْ
مِنْ سبْعِ أرْضينَ لا طَمْرٌ وَ لا حُفَرُ
لَا يرْعوِي منْ بدَا باللّينِ يَرْقبهَا
إلّا الّذينَ لهُمْ في مَا رَأوْا حَذَرُ
قدْ ردْتُها جُزُري مُذْ بانَ لي سُفُنٌ
حتّى نَأتْ سُفني و انْتاصَتِ الجُزُرُ
لا الرّوحُ تُبْعدُني عنْها فَأَنْبذهَا
وَ قدْ وَعى الرَّوْعَ وَعْيُ العقْلِ يَنْتَشِرُ
تِلْك الّتِي انخَرَطَتْ في بابِ فَلْسَفتِي
وَ ما رَأيْتُ سِوى " دَيكَارْتَ" يَنْتَصِرُ
جلال بن روينة
تعليقات