كَـيْـفَ انْتَـهَـيْنَا إِلَـى صَـدٍّ وَهِــجْـرَانِ
وَكَيـفَ قَـابَـلْتِ إِحـسَـانِي بِـنُـكْــرَانِ
أَلَسْتِ أَنْـتِ الَّتِـي بِالْـوَصْلِ قَدْ بَدَأَتْ
وَقُـلْتِ دُنْـيَـاكِ صَـارَتْ طِـيَّ دِيـوَانِي
وَإِنَّ شِـــعــرَي غَــدَا مَــاءً بِـقَـائِـظَــةٍ
يَفِـيضُ كَـالنَّـبْعِ فِـي أَحـلَامِ عَطْشَانِ
وَكُـنْـتِ كَالـطِّـفْلِ تَبْـتَزِّينَ عَـاطِـفتِي
فَرُحْتُ أَسْقِيكِ مِنْ نَبْضِي وَشِرْيَانِي
حَتَّـى غَـدَا الشِّعْرُ يَسْرِي بَيْنَنَا سُبُلًا
كَسَارِبِ النَّـحْلِ فِـي أَفْـوَافِ بُسْتَانِ
وَأَصْـبَحَ اللَّيْلُ حَـتَّى الْفَجْرِ مَلْـعَـبَنَا
وَنَحْـنُ نَلْـهُـو عَـلَى ثَدْيَـيْـهِ طِفْلَانِ
وَكَـمْ بَنَيْـنَا لِنَـيْلِ الْـوَصْلِ مِـنْ أَمَلٍ
كَضَاحِكِ الْحُلْمِ فِي أَجْفَانِ وَسْنَانِ
أَمَّـلْتِـنِي بِـدِنَـانِ الْـخَـمـرِ مِـنْ بِـيَعٍ
مَـا عَتَّـقَـتْهَـا خَـبَـايَـا دَيْـرِ رُهـبَــانِ
وَرُحـتُ أَرْفَـلُ بِالْأَحـلَامِ مُـحـتَسِيًا
عَـذْبَ الْـوعُـودِ لِأَرْوِي غِـلَّ ظَـمـآنِ
وَكَـمْ تَخَـيَّلْتُ جَـنَّاتٍ أَطُـوفُ بِـهَا
لِأَقْـطِـفَ الْـجَنْيَ مِنْ خَوْخٍ وَرُمَّانِ
وَمِـنْ حَـدَائِـقَ عَـذْبُ الـطَّلِّ بَلَّـلَهَا
مِنْ عَـابِقِ الْعِـطْرِ مِنْ فُلٍّ وَرَيْحَانِ
أَشْكُـو لِـقَـلْبِكِ مَا أَلْـقَاهُ مِنْ وَجَـعٍ
وَمَـا أُكَـابِـدُ مِـنْ سُـهْـدٍ وَحِـرْمَـانِ
وَغَـادَرَ الـنَّوْمُ أَجْـفَانِي وَخَاصَمَـهَا
وَذَرَّ جَـمْرَ الْغَـضَى مَا بَيْنَ أَجْفَانِي
وَرَائِـقُ الْـبَـالِ جَـافَـانِي وَأَقْـلَـقَنِي
لَـمَّـا حَبِيبِـي سَلَا رُوحِي وَخَـلَّانِي
يَا صَارِخَ الشِّعـرِ أَقْلِقْهَا بِمَضْجَعِهَا
وَاشْرَحْ لَهَا بَعْضَ آلَامِي وَأَحْزَانِي
وَقُـلْ لِـسَمْـرَاءَ إنَّ الْــهَجْرَ عَذَّبَنِي
وَإِنَّ صَـدَّكِ يَـا سَـمْـرَاءُ أَضْـنَـانِـي
فَبِتُّ أَشْعُرُ مِنْ يَأْسِي وَمِنْ حُرَقِي
كَــأَنَّـمَـا نُـحـنُ وَالْإِيـلَافُ ضِــدَّانِ
وَقَدْ مَنَحْتُكِ نَبْضَ الرُّوحِ مُبْتَهِجًا
وَلَمْ أَكُنْ فِيكِ بِالْقَاسِي وَلَا الْجَانِي
وَاللهِ وَاللهِ إِنِّـي عَــاشِــقٌ دَنِـــفٌ
وَإِنَّ حُـبَّكِ فِـي نَبْـضِي وَوِجدَانِي
فَـقَد تَـرِقُّ لِحَـالِي بَعـدَمَا عَصَفَتْ
وَأَجَّـجَـتْ رِيحُ مَا عَانَيْتُ نِيرَانِي
وَإِنْ تَـقَـصَّيْـتِ لِي ذَنـبًا فَمَـعْـذِرَةً
فَمَا قَصَدْتُ وَهَلْ أَسْعَى لِخُسْرَانِ
فَمَا خَلَا الشِّرْكِ يَرْجُو الْعَبْدُ مَغْفِرَةً
فَهَـلْ لِذَنْبِـيَ مِـنْ عَـفـوٍ وَغُـفْـرَانِ
وَإِنْ أَرَدْتِ مُقَـاضَـاتِي فَـمَـرحَمَةً
فَصَادِقُ الشِّعـرِ يَا سَمرَاءُ قُرْبَـانِي
عُودِي إِلَيَّ فَرُوحِي فِيكِ عَالِقَـةٌ
كَـمَـا تَـعَـلَّقَ بِـالـرَّحـمٰـنِ إِيـمَـانِي
ناظم حسون
تعليقات