جسدًا تَغيب
شعر : مقبولة عبد الحليم
رثاء للزميل العزيز للشاعر الشاعر الذي غاب مُبكِّرًا أحمد فوزي أبو بكر وكل الكلمات لن تكفيك
إنْ غاضَ صبْري فيك فاضَ وفائي
فلْتسمَعِ الدنيا حزينَ رثائي
من أَنَّةِ الخفّاقِ ترشفُ أَحرُفي
ووميضُ عيني خافتٌ.. وبكائي
فيمَ التعَجُّلُ في الرحيلِ أشاعري؟!
ففراقُ مثلِكَ غايةُ الأَرزاءِ
جُبِلَتْ على وَجَعِ الفراقِ قلوبُنا
وتسَيَّدَ الحزنُ الشفيفُ سمائي
عِبْءٌ رحيلُ الحاملينَ قضيَّةً
يا ويلتا من تلكم الأَعباءِ
كنتَ السراجَ لِمَنْ تَعَثَّرَ أَو كَبا
ودليلَ مَن قد تاهَ في الظَلماءِ
طوداً وقفتَ.. ولم تُهادِن غاصِبًا
ورسمتَ دربَكَ في ذَرى العَلياءِ
والأرضُ.. كنتَ عشيقَها ورفيقَها
لا ما انحنيتَ لطغمةِ الدُخلاءِ
تهوى الشموخَ وما شموخُكَ بدعَةً
وأَبوكَ فَوزي .. شاعرُ السُجَناءِ
من أينَ تَغْترِفُ القصائدُ عِطرَها
وربيعُ قلبِكَ غابَ في الأرجاءِ
مكسورةٌ فيها الحروفُ حزينةٌ
ترثيكَ أحمدُ .. سيَّدَ البُلَغاءِ
أَزِفَ الرحيلُ.. وحانَ نزفُ دموعِنا
وأَمَضُّ من وقْعِ الفراقِ بقائي
ستظَلُّ فينا النورَ شمسَ حروفِنا
لا لن تروحَ إلى البعيدِ النائي
ستكونُ رمزَ الحاملين هويّةً
عربيّةً .. رفرافةَ الأنحاءِ
فيها الوفاءُ يهيمُ فيكَ على المَدى
ويشيرُ نحوكَ أحمدَ الشُعراءِ
جسداً تغيبُ.. فأنت بين عيوننا
يا قدوةَ الأحرار والنجباءِ
11/ آذار / 2021
تعليقات