بُحُور الْخَلِيل
مِن البسيطِ كتبَتُ الشعرَ وَافِرَه
خفيفَ لفظٍ بِه الإبداعُ قَد سطعا
إلَى الْخَلِيل مَدِيدَ الشُّكْر نرفله
مَنْ فِي عُلَاهُ ضِيَاءُ الْحَرْفِ قَد خَشَعَا
طويلُ بالٍ بَدَا مُذ خَطّ مُعْجَمَه
وَكَم تَدَارَك بالأبحار مَا اِتَّسَعَا
قَوَاعِدُ الشَّعْرِ مِنْ أَفْضَالِه كَمُلَتْ
هزجاً جميلاً بلفظٍ طَاب لَو سَرُعَا
وجمّلَ الْقَوْلَ لحناً طَاب مَسْمَعُه
غَنَّى القريضَ بحورَ الشعرِ قد وضعا
فَلَا مضارعَ فِي مَا رَاح يَرْجُزُه
مِن البيان وَلَا مِنْ جَاءَ مَا صَنَعا
وأبدَعَ الْأَمْرَ لَمَّا اِجْتُثَّ أصعَبُه
فَجَاء مُنسَرِحًا يَا طِيْبَ مَا بَِدَعا
فعلٌ فعولٌ مَفَاعِيلُن مفاعلتن
وفاعلاتن ومفعولات قد جمعا
وَفِيه مُسْتَفْعِلُن أعْدَادُه اِكْتَمَلَت
مَع فاعِلُن جُدْ وَكُن لِلْوَزْن مُتِّبعا
ثُمّ اِقْتَضِبْ أَوْجِزِ الْأَقْوَالَ كن حذراً
حَشْوُ الْكَلَام يَمَلّ الْقَدّ لَه استمعا
وَقَارَب الصِّدْق كُنّ لِلْحَقّ مُنْتَصِرًا
رَمِّلْ قصيدَك وانسج بالسَّنَا قِطَعا
مَحَاسِنَ الْبِدْع دَوْمًا خُذْ بجوهرِها
تَأْتِي الْقَصِيدَة بَدْرًا فِي الدُّجَى لَمعا
فالضادُ تَاجٌ عَلَى عَرْشِ اللُّغَاتِ سَمْتْ
طُوبَى لضادٍ بِهَا الْقُرْآنُ قَدْ جُمِعَا
كُلُّ الْحُرُوفِ لفِي مِحْرَابِهَا رَكَعَتْ
مَا كَانَ حَرْفٌ لِغَيْر الضَّادِ أَنْ رَكَعا
علي ياسين غانم
لبنان كفرشوبا
تعليقات