غرق
يا للقصائد كيف تأتي حافيــــهْ ؟
وشذاكِ عطّر أحرفي , والقافيــــهْ
إنْ غبتِ عن عينيَّ يوماً لحظــةً
أهفو إليكِ , فلا تغيبي ثانيــــــهْ
ما عدتُ أحتمل النوى , وكأنني
طفلٌ , يخاف غيابَ أمٍّ حانيـــــهْ
يا منْ سكنتِ دمي , خذيني عاشـقاً
ضمّيه في نهديكِ , كوني الشافيهْ
واســقيه تريـــاق الرّضاب بقبلـــةٍ
ما ذنبه ؟ حتى تكوني قاســــيهْ
أنا قد سكرتُ بخمر ثغركِ , فاشـربي
ولتســكري بيْ , لا أريدكِ صاحيــهْ
شخصين كنّا , كيف صرنا واحــداً ؟
كيف امتزجنا مثل خمر الخابيـهْ ؟
كيف انسـكبتِ على رؤايَ فحلّقتْ ؟
وغدوتُ مجنونـاً , وأنتِ الجانيـــهْ
ضحكت عيون القلب, وانثال الهوى
لمّــا رآكِ كما القطوف الدّانيــــــهْ
أسراب عشقكِ حلّقت في خافقي
فغدت ســمائي بالكواكب زاهيـــهْ
مذْ صرتِ ليْ , كوني تبدّل حاله
وقصيدتي جنّتْ , وروحي هانيــهْ
وصحا الهوى , لمّا غـدوتِ حبيبتي
وأنا ملكتُ الكون , صرتُ كطاغيـــهْ
لا تســأليني , لو رأيتِ صبـــابتي
كالنار , ما لكَ والكروم الغافيهْ ؟
في صدركِ الرّمّان يشــعل ثورتي
لو ذقتُ واحدةً , تغــار الثانيــــهْ
ما كان ذنبي لو ســرقتُ بليـــلةٍ
عنقـودكِ المخبـوءَ تحت الدّاليـــهْ
لا يسأل البحرُ الغريقَ لِمَ ارتميــ ..
. ـتَ ؟ وأنتَ تجهل أنْ تعوم بساقيهْ
عبد الكريم سيفو _ سوريا
تعليقات