فَيَا طبيبَ الهَوَى ...
رَنَّتْ بهاتفِها الجَوّالِ إذ قَرَأَتْ
لي بعضَ شِعْرِ الهَوَى والعِشْقِ حَسنَاءُ
قالَتْ بصَوتٍ تَنَاهَى في عُذوبتِهِ
في كُلِّ حَرفٍ لِذي الإحساسِ إِيمَاءُ
قَرَأْتُ شِعرَكَ مُنسابًا على شَفَتي
كالطَّلِّ يَسْري به للرُّوحِ إِحيَاءُ
يَحكي عَذاباتِ صَبٍّ مَسَّهُ طَرَبٌ
لَمّا سَبَتْهُ بلَحظِ العَينِ حَوراءُ
دائي الغَرامُ وقد أَعيا مُعالجهُ
أَنّى الشِّفاءُ وقد مَلَّ الأَطِبَّاءُ ؟!
فَيَا طبيبَ الهَوَى هاتِ اعْطِني غَزَلًا
حتّى وإَنْ كانَ جَمْرًا فيهِ إِبراءُ
لامَسْتَ فيَّ جِرَاحًا لا دَواءَ لَهَا
( فَداوني بالتي كانَتْ هيَ الدّاءُ )
أَسْكَرتَني برَحيقٍ غابَ في رِئتي
ففي قَصيدِكَ للظَّمآنِ إِرواءُ
قَرَأْتُهَا لِرفيقاتي فَطِرْنَ بها
لُبنَى تُهاتفُها في الليلِ مَيسَاءُ
وَمَيسَلونَ على أَنغامِها رَقَصَتْ
إذ أَرسلَتْها لها هندٌ وهَيفاءُ
كُلٌّ تُناجي لَها في اللّيلِ صاحبةً
فَبينَهُنَّ أَحاديثٌ و أَشياءُ
مَنِ المُنَاغِي لأَحلامي وقد نَعَسَتْ؟
في هَداَةِ اللّيلِ إذ نامَ الأَخِلّاءُ ؟
مِنِ المُرَفرفُ صَدّاحًا برَوضتِنا ؟
مِن أَينَ يأتي بهذا السِّحرِ عَفراءُ ؟!
دَعني أَقولُ - ولا رَدٌّ أُجيبُ بهِ - :
تَاهَتْ بشِعرِكَ يا غِرِّيدُ ( حَوّاءُ )
لَدَيَّ قَولٌ بهِ لَمْلَمتُ أَسئلتي
يَلِحُّ في خاطري ما حَلَّ إِمْسَاءُ
أَدهَشتني كيف في الخمسينَ عابقةٌ
من زهرِ رَوضِك للمَحبوبِ أَشذاءُ ؟!
ماذا تَركْتَ لِذي عشرينَ من غَزَلٍ
وأَنتَ يَسبي الصَّبَايا منكَ إِغواءُ ؟
أَلا تَجِفُّ يَنابيعُ الصَّبابةِ إنْ
غَزَا المشيبُ ولَفَّ الرّأسَ غَبرَاءُ ؟
فقلتُ : يا حُلوةَ العَينَينِ مَعذرةً
فما فؤادي بدُنيا الحُبِّ صَحرَاءُ
هذا غَرامي لهُ شَيّدتُ صَومعتي
فما لِجَمرِ الهَوَى في النفسِ إِطفاءُ
فَليَسْترحْنَ على شطآنِ قافيتي
لَهُنَّ فيها سَوابيطٌ و أَفياءُ
فيها القنَاديلُ من روحي إضاءَتُها
شِعْرًا لهُ في زوايا اللّيلِ لَألَاءُ
قاموسُ فَنّي على حَرفَينِ قد طُوِيَتْ
فيهِ الصَّحائفُ (حاءٌ) بعدَهُ (باءُ)
شَيطانُ شِعريَ لا تذوي قَريحتُهُ
يَظَلُّ يَشدو الغَواني منهُ إِطراءُ
ولَو بلغتُ إلى التّسعينَ ما بَرِحَتْ
لِصَبوتي في حنايا الصَّدرِ أَضوَاءُ
أَهيمُ في الحُسْنِ مَفتونًا وبي وَلَعٌ
من أينَ شَعَّ لهُ في النّفسِ إِيحاءُ
بيضَاءُ تَأسرُني ... سَمراءُ تُسكِرُني
( لكُلِّ فاتنةٍ سِحْرٌ و إِغرَاءُ )
من كُلِّ فردوسِ حُسْنٍ أَرتوي عَبَقًا
( فَمَا تَنُوبُ عن السَّمراءِ بَيضَاءُ )
الشاعر
وليد العاني
رَنَّتْ بهاتفِها الجَوّالِ إذ قَرَأَتْ
لي بعضَ شِعْرِ الهَوَى والعِشْقِ حَسنَاءُ
قالَتْ بصَوتٍ تَنَاهَى في عُذوبتِهِ
في كُلِّ حَرفٍ لِذي الإحساسِ إِيمَاءُ
قَرَأْتُ شِعرَكَ مُنسابًا على شَفَتي
كالطَّلِّ يَسْري به للرُّوحِ إِحيَاءُ
يَحكي عَذاباتِ صَبٍّ مَسَّهُ طَرَبٌ
لَمّا سَبَتْهُ بلَحظِ العَينِ حَوراءُ
دائي الغَرامُ وقد أَعيا مُعالجهُ
أَنّى الشِّفاءُ وقد مَلَّ الأَطِبَّاءُ ؟!
فَيَا طبيبَ الهَوَى هاتِ اعْطِني غَزَلًا
حتّى وإَنْ كانَ جَمْرًا فيهِ إِبراءُ
لامَسْتَ فيَّ جِرَاحًا لا دَواءَ لَهَا
( فَداوني بالتي كانَتْ هيَ الدّاءُ )
أَسْكَرتَني برَحيقٍ غابَ في رِئتي
ففي قَصيدِكَ للظَّمآنِ إِرواءُ
قَرَأْتُهَا لِرفيقاتي فَطِرْنَ بها
لُبنَى تُهاتفُها في الليلِ مَيسَاءُ
وَمَيسَلونَ على أَنغامِها رَقَصَتْ
إذ أَرسلَتْها لها هندٌ وهَيفاءُ
كُلٌّ تُناجي لَها في اللّيلِ صاحبةً
فَبينَهُنَّ أَحاديثٌ و أَشياءُ
مَنِ المُنَاغِي لأَحلامي وقد نَعَسَتْ؟
في هَداَةِ اللّيلِ إذ نامَ الأَخِلّاءُ ؟
مِنِ المُرَفرفُ صَدّاحًا برَوضتِنا ؟
مِن أَينَ يأتي بهذا السِّحرِ عَفراءُ ؟!
دَعني أَقولُ - ولا رَدٌّ أُجيبُ بهِ - :
تَاهَتْ بشِعرِكَ يا غِرِّيدُ ( حَوّاءُ )
لَدَيَّ قَولٌ بهِ لَمْلَمتُ أَسئلتي
يَلِحُّ في خاطري ما حَلَّ إِمْسَاءُ
أَدهَشتني كيف في الخمسينَ عابقةٌ
من زهرِ رَوضِك للمَحبوبِ أَشذاءُ ؟!
ماذا تَركْتَ لِذي عشرينَ من غَزَلٍ
وأَنتَ يَسبي الصَّبَايا منكَ إِغواءُ ؟
أَلا تَجِفُّ يَنابيعُ الصَّبابةِ إنْ
غَزَا المشيبُ ولَفَّ الرّأسَ غَبرَاءُ ؟
فقلتُ : يا حُلوةَ العَينَينِ مَعذرةً
فما فؤادي بدُنيا الحُبِّ صَحرَاءُ
هذا غَرامي لهُ شَيّدتُ صَومعتي
فما لِجَمرِ الهَوَى في النفسِ إِطفاءُ
فَليَسْترحْنَ على شطآنِ قافيتي
لَهُنَّ فيها سَوابيطٌ و أَفياءُ
فيها القنَاديلُ من روحي إضاءَتُها
شِعْرًا لهُ في زوايا اللّيلِ لَألَاءُ
قاموسُ فَنّي على حَرفَينِ قد طُوِيَتْ
فيهِ الصَّحائفُ (حاءٌ) بعدَهُ (باءُ)
شَيطانُ شِعريَ لا تذوي قَريحتُهُ
يَظَلُّ يَشدو الغَواني منهُ إِطراءُ
ولَو بلغتُ إلى التّسعينَ ما بَرِحَتْ
لِصَبوتي في حنايا الصَّدرِ أَضوَاءُ
أَهيمُ في الحُسْنِ مَفتونًا وبي وَلَعٌ
من أينَ شَعَّ لهُ في النّفسِ إِيحاءُ
بيضَاءُ تَأسرُني ... سَمراءُ تُسكِرُني
( لكُلِّ فاتنةٍ سِحْرٌ و إِغرَاءُ )
من كُلِّ فردوسِ حُسْنٍ أَرتوي عَبَقًا
( فَمَا تَنُوبُ عن السَّمراءِ بَيضَاءُ )
الشاعر
وليد العاني
تعليقات