البحر الوافر
"""""""""""
فلسطيني ولن أرضى بديلا
بهذي الأرض لو أُمسي قتيلا
بلادي في الفؤاد وفي الحنايا
وفي عيني مراحٌ كي تُقيلا
هي النبضُ الذي أهدى وتيني
حياةً دونها يفنى ذبولا
فلسطين الحبيبة ذي بلادي
فداها العمرُ لو يُشفي غليلا
فداها الأهلُ والأحبابُ حباً
فداها الشعبُ جيلاً قاد جيلا
أيا قدسي ومحرابي وداري
لكم اشتاقُ نسمَكِ ذا العليلا
لكم أشتاقُ باحاتٍ تحاكي
جناناً تزدهي عرضاً وطولا
وأشتاقُ الوضوء بقلبِ كأسٍ
وفيه الماء يجري سلسبيلا
ومسكاً ضاعَ من ذاك المصلى
وزهراً عابقاً نضراً جميلا
ونوراً قد تماهى في قبابٍ
إذا ما الشمسُ تعتنقُ الأصيلا
وزهرَ اللوز والتفاحِ يشذي
وأطياراً تعانقُ ذي الحقولا
وأشتاقُ الأحبةَ في دياري
وجاراً مخلصاً حراً نبيلا
وبيتاً كان يؤويني صغيراً
ودرباً كنت أمشيهِ ظليلا
وأدراجاً أداعبها بخطوي
وأقفز فوقها كي لا تطولا
وأسواراً تحاكي الصبح سحراً
تضمُّ البيتَ طوقاً أو جديلا
أراها في عيوني طيفَ حبٍ
فيغدو الدمعُ من عيني هطولا
وزاد الشوقُ في وجعي وسُقمي
براني قد غدوت به عليلا
أذابَ البعد روحي في حنينٍ
وزادَ الوجد في جسدي نحولا
ألا ياربّ عجل في لقاها
ألا يارب هب لي ذا الجميلا
عائدة قباني
تعليقات