نبَتتْ على صدرِ الحنينِ صِحافي
فاعشَوشَبتْ كَجَنائنٍ بضِفافي
واستنشقتْ عبقَ الحياةٍ برقةٍ
وجَنتْ ثِمَارَ غصونِها بشَغافي
تلك الصحافُ حروفُ نورٍ أينعتْ
مرجًا جميلًا كالضِيا الهفهافِ
فتجاوزتْ سقفَ النجومِ بسحرِها
حتى الشموس تلألأتْ بقوافِ
كنسائمِ الصبحِ البهيِّ ترنمتْ
فاضتْ عبيرًا ضُمِّخَتْ بسلافِ
خايلتها كسفينِ عشقٍ أبحرتْ
ورستْ على شطَّ الودادِ الصافي
وَضَّأْتها من ماءِ عيني مثلما
تتوضأُ الأنسامُ بالأطيافِ
فتوسطتْ بحرَ الدموعِ مواجعي
كم ناشدتْ ترجو العناقَ الدافي
الشعرُ بحرٌ والفضاءُ مراتعي
نزفٌ وقهرٌ لوعةٌ وتجافي
خَفْقُ الوجيبِ لكم تزايَد لطمه
فهو الدواءُ هو الرحيقُ الشافي
الشعرُ أرضٌ خصبةٌ معطاءةٌ
قد أثمرتْ بالعدلِ والإنصافِ
فالنبضُ يرسمُ بالقصيدِ روائعًا
والنورُ يشرقُ في الفؤادِ الجافي
الشعرُ حسٌّ دمعةٌ رقراقةٌ
كونٌ بهيٌّ شاسعُ الأطرافِ
نظمٌ بديعٌ ساحرٌ بجمالِه
لحنٌ شجيٌّ مُرهَفُ الأوصافِ
في نهْجِه عِشْقُ الأنامِ وغدرِهم
ومعاركٌ ومذاهبٌ ومنافي
كلُّ البدائعِ من نهاهُ تَسَطرتْ
فيهِ الجمالُ وحكمةُ الأسلافِ
ياسمين العابد
تعليقات