من معلّقة (غِرّيد النواعير) الغزليّة :
(أَوّاهُ يا شامُ ...)
أَوّاهُ يا شامُ هل تُصْغي لقافيتي ؟
جاءتْ تَبثُّكَ أحزاني على شَفَتي
غرَستُ فيك بِدَيرِ الزُّورِ زَنبقةً
حسناءُ تبقى مدى الأيّامِ أُمنيتي
ضَمَمتُها في حَنايا الرُّوحِ ناعسةً
تَغفو على صوتِ قيثاري وأغنيتي
من يَومِ رؤيتِها في بيتِ خالتِها
جُنّ الفؤادُ بها في الحُبِّ سيّدتي
حَيَّيتُها فأَجابتني ابْتسامتُها
تَحيَّةً في حَياءٍ لَفَّ ساحرتي
ومن هنا أخذَتْ تمضي حكايتُنا
حُبًّا عفيفًا بعطرِ الوَردِ سائلتي
إلى الهناءِ غَدَتْ تَمضي مراكبُنا
حتى استقرَّتْ على شطآنِ مَملكتي
رُوحي ورُوحُكِ قد رَفَّا بأُمنيةٍ
هي الزّفافُ متى باللهِ عاشقتي ؟
حتى أَطلَّ علينا الشَّرُّ مُؤتزِرًا
ثَوبَ ابْنِ آدَمَ يَسعَى في مُحاربتي
باعَ المُروءةَ في سُوقٍ لِمَنفعةٍ
فَهَبَّ يَقلِبُ فوقي رأسَ طاولتي
وعاهَدتْهُ على ذبحي شريكتُهُ
شَدَّا عليَّ فَقَصَّا كُلَّ أَجنحتي
قد بايَعتْهُ على التَّدميرِ باغيةً
دَمِّرْ إِلهي التي كانَتْ مُدمِّرتي
سبعٌ وعشرون فيها أَلتَوي وَجعًا
على سكاكينِ جلّادي وقاتلتي
سبعٌ وعشرون فيها جُرِّعَتْ كَبدي
سُمَّ العرابيدِ من أهلي ومَقربتي
سبعٌ وعشرون زَهرُ العُمْرِ تَسحقُهُ
أَفعَى تَقَيَّأُ حقدًا في مُناوشتي
خنزيرةُ الحقدِ تعذيبي يلذّذُها
أللهُ فوقَكِ حَيٌّ يا مُعذّبتي
في ليلةِ العيدِ قد نَدَّتْ بصيحتِها
مَهلًا وليدُ فأنتَ اليومَ (أُضحيتي)
بَثَّتْ وفي كُلّ نفسٍ بين أُسرتِها
سُمًّا لِتُزهقَ نبضَ الحُبِّ قاهرتي
فَصدّقوها بِبُهتانٍ تُروّجُهُ
وشايعوها على إحراق زَنبقتي
إلّا الحبيبةَ لم تَأبَهْ بِوسوَسةٍ
فَحَّتْ بها الحيّةُ الرَّقطاءُ لادغتي
رَدَّتْ عليها ولم تَخضعْ لِلُعبتِها
واستقبلتنيَ بالأشواقِ غاليتي
رأيتُ في حضنِها طفلًا فصحتُ بها
( من ذا يكونُ ؟) فقالتْ لي مطمئنتي:
(لا لا تَخَفْ ليس إبني من أُلاعبُهُ)
أللهُ إكبرُ ما زالَتْ على ثقتي
فيها ولم تفلِحِ الأفعَى بِفعلتِها
بل سَعّرَ الغيظَ فيها رَدُّ فاتنتي
ظلّتْ تُلِحُّ بِخُبثٍ عند والدِها
حتى أقامَ على الأحقادِ مِقصلتي
فَبعدَ طيفِكِ لا خِلٌّ أُسامرُهُ
واحَسرتاهُ على الماضي مُسامرتي
وبعدَكِ اليومَ لا كأسٌ تُضاحكني
قد حَطّمَ الغدرُ أقداحي وَمِعصرتي
وَبعدَكِ اليومَ لا شيءٌ لأخسرَهُ
ما دُمتُ شَيّعتُ أَحلامي لِمَقبرتي
وليد العاني
(غِرّيد النواعير)
(أَوّاهُ يا شامُ ...)
أَوّاهُ يا شامُ هل تُصْغي لقافيتي ؟
جاءتْ تَبثُّكَ أحزاني على شَفَتي
غرَستُ فيك بِدَيرِ الزُّورِ زَنبقةً
حسناءُ تبقى مدى الأيّامِ أُمنيتي
ضَمَمتُها في حَنايا الرُّوحِ ناعسةً
تَغفو على صوتِ قيثاري وأغنيتي
من يَومِ رؤيتِها في بيتِ خالتِها
جُنّ الفؤادُ بها في الحُبِّ سيّدتي
حَيَّيتُها فأَجابتني ابْتسامتُها
تَحيَّةً في حَياءٍ لَفَّ ساحرتي
ومن هنا أخذَتْ تمضي حكايتُنا
حُبًّا عفيفًا بعطرِ الوَردِ سائلتي
إلى الهناءِ غَدَتْ تَمضي مراكبُنا
حتى استقرَّتْ على شطآنِ مَملكتي
رُوحي ورُوحُكِ قد رَفَّا بأُمنيةٍ
هي الزّفافُ متى باللهِ عاشقتي ؟
حتى أَطلَّ علينا الشَّرُّ مُؤتزِرًا
ثَوبَ ابْنِ آدَمَ يَسعَى في مُحاربتي
باعَ المُروءةَ في سُوقٍ لِمَنفعةٍ
فَهَبَّ يَقلِبُ فوقي رأسَ طاولتي
وعاهَدتْهُ على ذبحي شريكتُهُ
شَدَّا عليَّ فَقَصَّا كُلَّ أَجنحتي
قد بايَعتْهُ على التَّدميرِ باغيةً
دَمِّرْ إِلهي التي كانَتْ مُدمِّرتي
سبعٌ وعشرون فيها أَلتَوي وَجعًا
على سكاكينِ جلّادي وقاتلتي
سبعٌ وعشرون فيها جُرِّعَتْ كَبدي
سُمَّ العرابيدِ من أهلي ومَقربتي
سبعٌ وعشرون زَهرُ العُمْرِ تَسحقُهُ
أَفعَى تَقَيَّأُ حقدًا في مُناوشتي
خنزيرةُ الحقدِ تعذيبي يلذّذُها
أللهُ فوقَكِ حَيٌّ يا مُعذّبتي
في ليلةِ العيدِ قد نَدَّتْ بصيحتِها
مَهلًا وليدُ فأنتَ اليومَ (أُضحيتي)
بَثَّتْ وفي كُلّ نفسٍ بين أُسرتِها
سُمًّا لِتُزهقَ نبضَ الحُبِّ قاهرتي
فَصدّقوها بِبُهتانٍ تُروّجُهُ
وشايعوها على إحراق زَنبقتي
إلّا الحبيبةَ لم تَأبَهْ بِوسوَسةٍ
فَحَّتْ بها الحيّةُ الرَّقطاءُ لادغتي
رَدَّتْ عليها ولم تَخضعْ لِلُعبتِها
واستقبلتنيَ بالأشواقِ غاليتي
رأيتُ في حضنِها طفلًا فصحتُ بها
( من ذا يكونُ ؟) فقالتْ لي مطمئنتي:
(لا لا تَخَفْ ليس إبني من أُلاعبُهُ)
أللهُ إكبرُ ما زالَتْ على ثقتي
فيها ولم تفلِحِ الأفعَى بِفعلتِها
بل سَعّرَ الغيظَ فيها رَدُّ فاتنتي
ظلّتْ تُلِحُّ بِخُبثٍ عند والدِها
حتى أقامَ على الأحقادِ مِقصلتي
فَبعدَ طيفِكِ لا خِلٌّ أُسامرُهُ
واحَسرتاهُ على الماضي مُسامرتي
وبعدَكِ اليومَ لا كأسٌ تُضاحكني
قد حَطّمَ الغدرُ أقداحي وَمِعصرتي
وَبعدَكِ اليومَ لا شيءٌ لأخسرَهُ
ما دُمتُ شَيّعتُ أَحلامي لِمَقبرتي
وليد العاني
(غِرّيد النواعير)
تعليقات