إبحار الهَوَى :
لوْﻻ همُوم ٌوالفؤادُ به الجَوى
لكتبْتُ شِعْراً فيكِ عاليْ المسْتَوى
ولَقُلْتُ قَوﻻً في الهَوى ﻻ ينمَحي
كَلا وليسَ هناكَ يعروه الطَّوَى
وﻷبْحَرَتْ في ناظِريكِ زَوارِقي
إذ أمْتَعُ اﻹبْحار إبْحارُ الهَوى
أغَزالتي إنِّي هنا الليثُ الذي
ما خابَ في صَيْدِ الغزال ولا غَوى
فالقَلْبُ لمْ يطلُبْ سِواكم بُرْهةً
كَلا وغُصْنُ الحُبِّ يوماً ما ذوَى
مِنْ دَارةِ اﻷفْلاكِ نبنيْ دولةً
للحبِّ كيْ نسْمو بِها بعْد النَّوى
في زَورقِ اﻷحْلامِ نعْقِدُ صفْقةً
للعيش ، ليس تَحُلُّها كلُّ القِوى
نمضيْ على ركْبِ الحياةِ سَوِيَّة
نَسْتلْهم الحُبَّ العفيفَ المُحْتوَى
فسِهامُ لحْظِكِ قد أَصَبْنَ مقاتِلي
وأَنَا الذي بحرَائقِ الحُبِّ اكْتوى
حَسْبي بقَلْبيْ كلَّما علَّقتُه
بالغَيرِ لمْ يقبلْ سِواكِ ولا ارْعوى
إذ أنْتِ بلْسمُ لوعتي وشِفاؤها
بكِ أستصِحُّ فأنْتِ ليْ نعْمَ الدَّوا
هَذي حِكَاية حُبِّ قلْبٍ صادِقٍ
يرْويْ ، ومَا كَذبَ الفؤادُ بما روَى .
بقلم الشاعر
أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري
تعليقات