من جديد غِرّيد النواعير...
(إلى سَمَادار العاني...)
(سمادار العاني) إعلامية إسرائيليّة نشيطة، أصل أسرتها من مدينتي (عانات) في حارة (العُوجيا)، تبث منشوراتها على صفحتها الشخصيّة، تعبّر فيها عن ولعها وعشقها لمدينة (عانات)، وولع يهود العراق بحبّ العراق، وتفيض منشوراتها بالتسامح والمحبة و(التطبيع) بين الإسرائيليين والعراقيين، وللأسف انجرف الكثير من العراقيين ومنهم (العانيّون) متأثّرين بموجاتها العارمة حتى أنّ البعض سمّاها (همزة الوصل)، وهنا أنا لا أنكر مشاعر أيّ إنسان في الحنين الى مسقط رأسه ووطنه الأصلي، ولكنّي أتساءل : هل إنّ دعوتها الى المحبة والتسامح دعوة (بريئة)؟؟؟...
وحين سألها بعض قرّاء صفحتها : ما دُمتِ مولعة كلّ هذا الولع بالعراق وأهله لماذا لا تعودين إليه وهو موطنك الأصلي ؟؟؟أجابت قائلة : لا لن أعود لأنّ أُمّي الأولى (إسرائيل)...
وهنا أسألها : أكانت ولادة (إسرائيل) من رحم (التسامح) أم من رحم (المذابح)؟؟؟... المذابح التي أنزلتموها ب(الفلسطينيين)...
وأعود لأسأل المعجبين المخدوعين بشخصيّتها وبمعسول حديثها وعشقها للعراق : أنسيتم مجازر الصهاينة في (دير ياسين) و (كفر قاسم) وغيرهما...؟؟؟ إنّ الأمة حين تفقد ذاكرتها لا مستقبل لها...
وقد يردّ عليّ البعض قائلا : ولكنّ (سمادار) تعتزّ بلقبها (العانيّ)...؟؟؟ وأنا أجيبه فأقول : إنّ (إن فلسطين المغتصبة والقدس الجريحة والأقصى الأسير) أولى بالاعتزاز من مدينتي (عانات) وأهلها...
أنا المجاهرُ في رأيي بلا حَرَجٍ
على المَبادئِ عهدي فيهِ إِصرارُ
طَلَّتْ علينا منِ اسْرائيلَ فاتنةٌ
وَجْهٌ صبيحٌ رقيقُ اللفظِ مِعطارُ
قالَتْ : عراقيّةٌ ( عاناتُ ) مَنبتُها
هناكَ في ( عانةَ ) الفيحاءِ لي دارُ
أنا اليهوديّةُ اشْتاقَتْ لِمَوطنِها
على الفراتِ لنا إِرثٌ وآثارُ
أَبي يَحِنُّ إلى (عُوجْيَاءَ) في وَلَعٍ
شَوقًا إليها إذِ الناعورُ دَوَّارُ
وقد عشقتُكِ يا (عاناتُ) من صِغَري
ممّا حَكاهُ أَبي فالشَّوقُ مِدرارُ
متى أَزورُ رُبوعَ الأَهْلِ إذ هُجِرَتْ
فما تبقّى لنا في الحَيِّ دَيّارُ؟
عَفوًا (سَمَادارُ) عندي بعضُ أَسئلةٍ
فهل لَدَيكِ جوابٌ يا (سَمَادارُ)؟
حديثُكِ العَذْبُ كم أَغرَى لنا نفرًا
فَرَاحَ من بَوحِكِ المَعسولِ يَشتارُ
ومن شفاهِكِ كم رنَّمتِ أُغنيةً؟
وكم يَسيلُ بِلَحْنِ الحُبِّ قيثارُ ؟
وَسِحْرُ عَينَيكِ أَخَّاذٌ بِبَسمتِهِ؟
نَبعُ (التسامحُ) من عَينَيكِ فَوّارُ؟
مِنْ أينَ ذا؟ من جراحِ القُدسِ داميةً
أمْ (دَيْرِ ياسينَ) إذ شَبّتْ بها النارُ؟
أَتضحكينَ علينا في مُغازلةٍ؟
لا لن يُغَرَّ بهذا الخُبثِ أَحرارُ
يا (همزةَ الوَصْلِ) لا وَصْلٌِ سيجمعُنا
ما دامَ منكم بأرضِ القُدْسِ غَدَّارُ
إلّا العراقُ وإن مَدّتْ حُكومتُه
يدًا إليكمْ فَسَيْفُ الحقِّ بَتَّارُ
إلّا العراقُ فَمَهما مَسّنا عَطَبٌ
لا يستكِنَّ له غيظٌ وإعصارُ
إن قيلَ : عودي تقولي: لَسْتُ عائدةً
إِنّي لِأُمِّيَ ( إِسرائيلَ ) أَختارُ
هذي (فلسطينُ) إنّا سوف نُرجِعُها
جُندُ الفُراتَينِ لم يَخمدْ لهم ثارُ
2021/4/5
وليد العاني
( غِرّيد النواعير)
تعليقات