أَقِلّي عَلَيَّ الهجر / أدهم النمريني

 أَقِلّي عَلَيَّ الهجر

أقلّي عليّ الهجرَ قد ساءَ ما بيا

وقد  هَدّني نَأيٌ  فَرِقّي  لِحاليا

رمتني سِهامُ الوجدِ في ساحِ غربتي

وَأَرْدَتْ   فؤادًا   كان  بالحبِّ هانِيا

أَيُهْجَرُ مَنْ ساقَ  الفؤادَ رهينةً

لِكَفَّيْكِ وَاسْتَعْذَبْتِ صَدًّا رِهانيا ؟

أقمتِ زمانًا في رياضِ حشاشتي

شربتِ  من  الودِّ المُعَتّقِ صافِيا

زرعتُ بدرب العاشقين قصائدي

وظلّ  قفارًا من  بعيدٍ  مكانيا

وأحسبُ أنّي كالْمُلَوَّح عشقُهُ

بـليلى ، وليلى لا تَرومُ وِصاليا

فما صِرْتُ إلّا من بعيدٍ أرى الهوى 

أقمتُ على ذاكَ السّرابِ كيانيا

أعدُّ إذا جنَّ الظلامُ قصيدتي

عليها  وَوَجدي يَسْتَهِلُّ  بُكائِيا

فلو قلتُ آهًا تَمْتَمْتْ بي حروفُها

وفي مطلعِ الأبياتِ يبكي وفائيا

فَـشِعري على دربِ الوفاءِ مُسَيّرٌ

وقلبي متى بالجودِ يرمي رِحاليا

تعبتُ وفي خَدِّ القوافي تَساقَطَتْ

دموعٌ ، وحالُ الشِّعْرِ يحكي رِثائيا

أعيدي إذا أَحْسَسْتِ بالشّعْرِ لَوْعَةً

حبيبًا هَوى في كَفّةِ الهجرِ خاويا

إذا ما رأيتِ الحرفَ يبكي صَبابَةً

تعالي فلمْ يَبْرَحْ هواكِ فؤاديا

تَرقُّ ليَ الأشعارُ لو فاضَ هاجسي

فَـمُدي كفوفَ الوصلِ فُكّي وثاقِيا

أدهم النمريني.