التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ليلى / جلال محمد عبد اللطيف

 لكل شاعر ليلى، واقع أو خيال، حقيقة أو رمز، وكل يبكي على ليلاه، وهذه قصيدتي رثائية بعنوان : ليلى

.




ما جالَ في خاطري يومٌ لمَــــرْثاكِ

ليلى، و لا الكونُ محْزونًا سينْعَاكِ

.

لمَّا تَرامَى صَدَى النَّاعي يُخبِّرُنِي:

ليلي غـــدتْ بين أمواتٍ وهُــلَّاكِ؟ 

.

غامت سمائي وفي الأحداق أدْمُعُها

محــبوسةٌ بيــن لا وَعْــــيٍ وإدراك

.

يا ويلَ قلبٍ مَشُوقٍ صابَهُ حَزَنٌ

قد كان صَفْوُ سَمائي حينَ ألقاكِ

.

تَجْرِي المَدامِعُ  يا ليلى  فأسترُها

وفي بحارٍ من الأحْزانِ ذِكْــــرَاكِ

.

والقلبُ يَسْكُبُ في الأجْفَان سائلَها

أ بالفــؤادِ البُكا؟ أمْ جَفنيَ البَاكي؟

.

أبكي هوًى في صِبانا لسْتُ مُلْهَمَتِي

أدري ألَــو مِتُّ قـــــبْلا كان أبْكاك؟

 .

أُخفي البُكا عن عيونٍ فيكِ لائمَتي

والحَــلْقُ فيهِ كَتَنْغيصٍ بأشْــــواكِ

.

تـَبْكيكِ يا ليلُ آهـــــاتٌ تُمَزِّقُـــني

في مُضْمَرِ الحزنِ يا ليلايَ هَلَّاك

.

أبكي و نهر البُكا شِعري فأُنشِــدُه

وكيف لا وهْو بعضٌ من عَطاياك؟

.

في الشعرِ أنتِ التي أوْقدتِ لي فِكَري

وقْــفًا عليكِ  ولم يُلــــبسْ بإشْـــراك

.

فما نظــمتُ قَريضًا عـــند فاتـنة

ولا عرفتُ الهوى يا ليلَ لــوْلاكِ

.

حمَّلته في الهوى شَكْوايَ أُودِعُها

فـــيَا لهُ مِن رفيقٍ هُـــمَّ  للشاكي

.

قد كان شِعْري رسولا مَعْه آيَتُهُ

بأنَّنِي ما انفَكَكْتُ يا ليلَ أهواك

.

كمْ  نِمْتُ  ليلى و أحْلامي تُأمِّلني

والروحُ تسْري إذِ المَقصودُ مَسْراكِ

.

كم عُدتُ ليلي ومِنكِ السُّهد يقتلني

ما طافَ بي طائفٌ يومًا لأسْلاك

.

ليلى وكم كنتِ نَبْعًا غاثَ ظامئتي

وكنتِ حين الدُجَى شمْسًا بأفْلاكي

.

كم من فتاةٍ وسِحْرُ الحسنِ نازَعَني

لوَصْلِها إنْ أشأْ يا ليلَ سَلواك

.

وكم لها في الهوى دعوى تُسوِّغها

ما ساغ للقلب ليلى غيْرُ دَعْوَاكِ

.

كالطيرِ يَعْلُو سماءَ المَجدِ في ثِقةٍ

سَمَوْتِ ليلى ومَنْ بالشعرِ أعْلاكِ

.

إنِّي  لأعــــشقُ أيَّامًا  لنا نَثَــرَتْ

مِسْكَ الأماني نُضارًا في مُحيَّاكِ

.

إنِّي  لبِِـثتُ  حياةً  لستُ أُجْحَدُها

والقلبُ يأويكِ يا ليلى ويرْعاك

.

مرَّتْ سُنونَ وطيفٌ مِنكِ يَشغلُني

والعَــينُ تَـصبُو ليومٍ فيه مَرآكِ

.

والعينُ تحْفظُ يا ليلى بمقلتها

لونَ الصفاءِ الذي بالودِّ أصْفاكِ

.

والنـفسُ تأملُ يومًا كان واعدها

عهدُ الوفاء الذي في القلب أبْقاك

.

اليومَ ماتَتْ بيَ الآمال واندثرتْ

لمَّا خَلَتْ مِنْكِ يا دنيايَ دُنْيَاكِ

.

وا حَرَّ عيْنايَ مِنْ حُزْنٍ يحرِّقها

حِينَ ارْتَقَتْ لِدَيَارٍ الخُلْدِ عَيْناكِ

.

إنَّا خَبَرْنا جراحَ البُعدِ من زمنٍ

وليْس كالموتِ قاسٍ ليلَ أقْصاكِ

.

حُرِمْتُ مِنْكِ وهـذا الموتُ يسبقني

فهلْ جديرٌ بيومِ البَعْثِ لُقْياكِ؟

 .

 يا رُبَّ  طاهرةٍ  والقبرُ مسكنُها

وهْو جِـنانُ العـُلا  يا ليلُ  مثواك

.

يا رُبَّ  طاهرةٍ والموتُ  أبْعَدَها

يَبقَى مع الدهرِ يُروَى ذِكرُها الزاكي

.

يا ربَّ مَــــرْثِيةٍ واسْــــمٍ أُرَدِّدُه

الوصْفُ ليلى و باسْم الوصف أنْعاك

.

حرصا أسمِّيك ليلى، فيك قافيتي

ما أنتِ ليلى وإنْ ذو الحِرصِ أسْماك

.

جلال محمد عبد اللطيف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حبيبتي والبحر وقفتُ على باب  الأحبة  باكيا ............فقد باتَ  مَنْ في  القلب ِ يا قلبُ نائيا لمَسْتُ غبارَ البيتِ ثم شمَمْتهُ ...................فما زالَ مِنْ ريح  الأحبة  زاكيا سَمِعْتُ وراءَ السّور ِ شهْقة َ وَرْدَة ................ ونهْدَة َ  عصفور ٍ يَصيحُ  مُناديا تنهَّدَ بابُ الدار ِ حين لَمَسْته ..................ومالَ نخيلُ البيت ِ يَهْمِسُ راجيا أنادي، وما في البيتِ إلا عَناكِبٌ .....................وأطيافُ أشباح  تحُوْمُ ورائيا فيا حُرْقة َ العينين هَوْناً فربما ....................يعودُ بمَنْ أقصاهُ يوما  زمانيا على هَوْجَة ِ الغربان ِ فرَّتْ يَمامتي ......................فبات حَمامُ الأيكِ يَبكي لِحاليا وكنتُ إذا ما مَرَّ طيرٌ مهاجرٌ .....................أُحَمِّله العُتبَى لمَنْ بات ناسيا أحجُّ له في اليوم  خمسينَ حجة ..............وأمشي له في الليل ِ هَوْناً  وساعيا فكم كان صدري للحبيب ِ وسادة ً! ..................وكم كان حضني للأنين ِ مُداويا! كتبتُ على الجدران  بعضَ قصائدي .........

بوارق الحب / توفيق حميد البكري

 * بوارقُ الحبِّ أبيتُ مع النّجوى . خليلي كما ترى                أعدُ نجومَ الليل أفترشُ الثرى تذكرتُ قيساً عندما طال هجرهُ                  فواسيتهُ شعراً وعزّيتُ عنترا ترقبتها حتّى  أجادتْ بوصلها             على خدِّها وردٌ حوى الثغرُ سُكّرا                   أرى بارقاً للحبِّ في طرفِها جرى          وغيثُ الهوى الدّفاق بالشّوق أمطرا فهامتْ بها روحي ورحّبَ خافقي              تعافَت بها الأسْقامُ والقلبُ أزهرا  طويتُ جراحَ الليل في حين وصلها          وأغلقتُ بابَ الحزنِ. والسُعدُ أبشرا وأشرقتُ شمسَ الوصل بالحبِّ باكراً                   تبسَّمت الأفلاكُ والكونُ كبّرا يُغرّدُ حرفُ الشعر في روضةِ الندى              ومن عطرها الفوّاح أُفْقي تعطّرا أعانقها ...

إلا رسول الله / احمد الأديب

  ألا رسول الله يا صاحب السجن في  نشإه  سر سبحان من سواه كم  من شعوب  لم تحتن بالنور لكنها  رفضت تنبيز   من   سباه تبا لمن رسموا  سيدي وإبتهجوا قولوا معي  قولوا إلا رسول الله نور تربع في الجوف  وفي القلب  تبت يدا (ماكروم) لو سب نور الله ما رد  سب   حبيبي  من   نضارته  القلب يعشق من  بالحب قد غذاه الدين   والأدب   من  لا  يمت  لهما سيكون مثل قطيع الركب يا ويلاه الويل  مأو  لمن  آتاه  توبيخي يا  سيد  الرسل  إنا لدين  الله  أجعل  يديك  على  أوراق  تأريخي لترى عجائب من شتموا حبيب الله  عيبوا  جميع  خلائق  الله  والتبسوا   لا تلمسوا  المبعوث غوثا  لمن  والاه  هذي  مبادىء  من  بالدين  يحتكم لينل رضاك  حبيبي يا رسول   الله ........  ........ أحمد الأديب