ديك الجن
حاولتُ قتلكِ في روحي,وفي فكري
لكنْ قتلتُ فــؤادي , دون أن أدري
دفنتُ حبكِ حتى أسـتريح , وقد
وجدتُ أني وحيداً كنتُ في القبرِ
وكنت أحسـب بُعدي عنكِ ينقذني
فكان بُعدكِ أقسى من لظى الجمـرِ
هيّأتُ أكفان حرفي كي أودّعــــه
وأغرس الطعنة النجلاءَ في الصدرِ
فصرتُني أنتِ , والأقدار ما رحمت
حتى مشيبي , أعادتني إلى الصفرِ
إذا طعنتُكِ , كان الطعـن في كبدي
وإن هجرتُكِ , عاد الروح للأسْــــرِ
يا أيها القلب , قلْ لي كيف تتركني
في لجّة الموت ملقيّـاً على ظهري ؟
وعدتَني أنْ ستنساها بلا أســــفٍ
والآن ترجع هيماناً , بلا عـــــــذرِ
أقسمتُ أنْ أقتل الأشـواق لو نطقتْ
يا أنتِ باسمكِ , لكنْ ليس لي أمري
ما كنتُ أدرك أن الروح ليس معي
وقد ملكتِ فؤاداً تاه في السّـحرِ
لقد ســكنتِ خلايــايَ التي نزفتْ
وكلَّ قافيــــةٍ في شِعريَ البِكــرِ
ماذا فعلتِ بهذا القلب سـيّدتي ؟
حتى يحــنّ حنينَ الفُلْكِ للبحـــرِ
أصبحتُ دونكِ مصلوبـاً بلا وجعٍ
ماتت أحاسيس مصلوبٍ من الغدرِ
وعُدتُ أستغفر العينين في ولــهٍ
يا ويح قلبي فما عيشي؟وما عمري؟
إلاّكِ , إلّاكِ لا طيفٌ يســـــامرني
أصارع الشوق حتى مطلع الفجـرِ
أدركتُ بعدَكِ أنّ العمــــــر قاحلةً
إنْ لم تكوني به ما جاد بالزهــرِ
يا طفلة القلب , ما ليلي بمنصرمٍ
حتى تعودي بهذا الليل كالبــــدرِ
فلْتُرجعيني إلى صدرٍ أهيـــــم به
ولْتحضنيني كطفلٍ خاف من هجرِ
آمنتُ أنّكِ في هذا الهوى قـدَري
ولن أعود من الإيمـــان للكفـــــرِ
عبد الكريم سيفو _ سوريا
تعليقات