أقول
لكي لا ننسى : ذكّرْ عسى أن تنفع الذكرى
تأريخ (2003/4/9)
ذكِّرْ
(إنّ هذه الأمّة لن تموت وستنتصر)
(بإذن الله تعالى)
(مَرحَى أُسودَ اللهِ ...)
انبثقَت هذه القصيدةأثناء احتدام القتال على أطراف مدينة الفلوجة بين المقاومةوالجيش الأمريكي الذي تكبّد خسائر جسيمة ولم يستطع اقتحامها الّا بعد استخدامه للنابالم والفسفور الأبيض المحرمة دوليّا :
أَلفصلُ للسّيفِ لا للقَولِ مُبتدَعا
والحقُّ ما رَدّهُ الأَحرارُ مُنتزَعَا
كَفكِفْ دُموعَكَ هذا يومُ مَفخرةٍ
وانْفضْ سلاحَكَ من غمدٍ لِتندفِعَا
فلّوجةُ العزّ قد دَوَّتْ مَآذنُها
اللهُ أكبرُ صَوتُ الحقِّ قد صَدَعَا
يا أُمّةَ المُصطفَى هُبّي لِنُصرتِها
لَبّي النّداءَ الذي من قلبِها ارتَفعَا
فكلُّ طفلٍ لَدَيهمْ شِبلُ مَأسدةٍ
من غيرِ ثَديِ الفدا والعزِّ ما رَضَعَا
وكلُّ ذي شيبةٍ يَحكي بِنَخوتِهِ
(أَبا دُجانةَ) مَعصوبًا لَها اندفَعَا
وكلُّ إِمرأةٍ فيهم إذا وُصِفَتْ
(نسيبةُ ابنةُ كَعبٍ) سَيفُها لَمَعَا
فانظُرْ إليهِمْ أُسودُ اللهِ قد زَأَرَتْ
تَرُدُّ عن حوزةِ الأَوطانِ مَنْ طَمِعَا
هُمُ الرّجالُ الرّجالُ الشُّمُّ في زَمَنٍ
ما مِنْ رجالٍ إذا ماالضّيمُ قد وَقَعَا
هُمُ الغَيَارَى وعن أمثالهِمْ عَقِمَتْ
كلُّ النساءِ بهذا الكونِ مُجتمِعَا
فلا اطمأَنَّ جَبانٌ في مَخَادعِهِ
ولا غَفَا جَفنُ رِعديدٍ ولا هَجَعَا
حَيّيتُ حَيَّكَ يا ( نَزّالُ) مُبتَسِمًا
لمّا رأَيتُ لواءَ اللهِ مُرتفِعَا
حَيّيتُ أَهلَكَ يا (جولانُ) إذْ وقفتْ
فيكَ الصناديدُ وَسْطَ الهَولِ مُندلِعَا
حيّيتُ كلَّ القُرَى من حولِها نَفَرَتْ
إلى مُقارعةِ الباغي وما جَمَعَا
هَبَّتْ إلى المَوتِ جُندُ اللهِ زاحفةً
كُلٌّ يسابقُ بالأَكفانِ مُدّرِعَا
كأنَّ طعمَ المنايا عندهم عَسَلٌ
فالكُلُّ في عَسَلِ الفردوسِ قد طَمعَا
***
فلُّوجةُ العزِّ عُنوانٌ يُشرّفُنا
فكوكبُ العزِّ من أَحيائها طَلَعَا
تَبقى مَدَى الدّهرِ نبراسًا يُضيء لنا
لأنّه من دمِ الأَحرار قد سَطَعَا
دِماءُ فرسانِكِ الأَبطالِ قد كتبَتْ
سِفرًا بِحَزِّ شظايا النارِ قد طُبِعَا
جَسَّدتُمُ المَثَلَ الأَعلى بِوقفتِكمْ
أَحييتُمُ أملًا في نفسِ مَنْ جَزَعَا
يَصيحُ : واللهِ إمّا عيشُ مَكرمةٍ
أَوِ الشَّهادةُ عندَ اللهِ مُنتجَعَا
أَتاكِ طاغوتُ (أَمريكا) بما امتلَكَتْ
من آلةِ الحَربِ من أَعتَى الذي اخْتُرِعَا
ذَلّتْ لَها دُوَلٌ عُظمَى مُطأطئةً
فالشرقُ والغربُ من إِرهابِها انْصدَعَا
هَوَتْ لَها دُولٌ كُبرَى مُسلّمةً
فكلُّ مَنْ في الورى في بابِها رَكَعَا
إِلّا رجالَكِ يا فلُّوجةُ امتنعَتْ
أَكرِمْ بِشَعبٍ أَبيٍّ هَبَّ مُمتنِعَا
إذ صاحَ بالكافرِ المغرورِ صيحتَهُ
والكونُ يُصغي لهذا الصوتِ مُستمِعَا
أَوقِفْ زَعيقَكَ يا (بوشٌ) فأنت هنا
أَمامَ فلّوجةِ الأَمجادِ مُنقطِعَا
طُلّابُ عِزٍّ على أَسوارِهَا اعتصَمَتْ
لا لن تَمُرّوا وفينا النبض قد رَجَعَا
فاللهُ يرفعُ قَتلانَا لِجنّتِهِ
وفي جَهنّمَ منكم كُلُّ مَنْ صُرِعَا
إنّا على ثقةٍ باللهِ راسخةٍ
أَنّا سنَمضي نَدوسُ الظُّلمَ والبِدَعَا
لِيعلمِ البَغْيُ لو أُمٌّ بهِ نَزَلَتْ
حُبلَى سَنُجهِضُها من قبلِ أنْ تَضَعَا
معركة الفلوجة
الأُولى
من
مجموعة
(أَغاني الكبرياء الجريح)
الشاعر
وليد مهدي العاني
تعليقات