نسْغ الحياة
وصموكِ بالأنثى , ولا يدرونا
جهلاً , بأنكِ أصلهم تبقينــــــا
لولاكِ ما كانوا , فأيّ جنايـــةٍ
في حقّكِ اقترفوا ؟ ودمتِ معينا
سجنوكِ خلف ظنونهـم , لكنّهم
بالوهم ضلّوا , إذْ شمختِ يقينا
قالوا بأنكِ نصفُ عقــلٍ , قاصـرٌ
وكأنّ ربَّ الكون كان ضنينا
ظنّوا الرجــــولة باقتناء سبيّةٍ
إنّ الرجولة أن تكون أمينــــــا
باعوكِ في ســوق النخاسة سلعةً
لم يحفظوا كنــزاً يظلّ ثمينــا
أوّاهُ يا امــرأةً تعاني عسفنـــا
وتظلّ رغـــم عقوقنـــا تهدينــا
يا من جنان الخلد تحت نعــالها
كيف ارتضيتِ بكلّ غدرٍ فينـــا ؟
يا قلبكِ المملوءَ حبّــــاً خالصاً
لله درّكِ , كم حملتِ شجونا ؟
في عتمةٍ لليل كنتِ كشـــمعةٍ
نام الجميع , وما غمضتِ عيونــا
ترعين أطفالاً كزغب حمــــائمٍ
وتدثّــــرين لدفئهــم كانونــــا
أرضعتهم لبن الحياة , وعـــزَّها
علّمتِهم معنى الشــموخ سنينا
لقّنتِهم معنى الرجولةِ , نخوةً
لو نادتِ الأوطان ردّوا الدَّينـا
ما زلتِ مدْرسـةً تعـــلّم نشْأها
أنّ الكرامةَ لم تـــزل قانــــونا
ما أنتِ يا نبع الحنان سوى ملا..
.. كٍ طاهرٍ , يبقى الزمانَ حنونـا
إنْ كنتِ أمّاً , كنتِ نهر محبّــةٍ
لا يعرف التقصير , والتقنينــا
أو كنتِ أختاً , كان قلبكِ بيتنـا
وتظلّ روحــكِ فوقنا تحمينــا
أو كنتِ بنتاً , فالجمال قناطـرٌ
تهدي الصبـاح ببسمةٍ نســرينا
وإذا غدوتِ حبيبةً كنتِ المنى
فتميتنا الأشواق , أو تحْيينــا
لولاكِ يا امرأةً تصحّر عمـــرنا
وغـــدا ربيـــع حياتنا تشرينــا
مهما ظُلِمتِ يظلّ وجهكِ قِبلةً
للمتعبين , وطهر قلبكِ دِينـــا
تبنين أجيـالاً لتصنع مجدهـــا
وتعمّرين من العقــول حصونا
يا أيها الرجل انتبـــــهْ لجهالةٍ
يكفيكَ في قتْل الحياة جنونا
ما أمّةٌ هضمت حقوق نسائهــا
إلّا وظلّت في الحضيض قرونا
عبد الكريم سيفو _ سوريا
تعليقات