منتصف الضياع
شعر : فاضل المهري
أنا لم أزَل في الحُبِّ أكتُبُ قصَّتِي
بنُبُوءةٍ ...قد أنتَقِي أوجَاعِي
و أبُثُ في الصَّمتِ الرَّهيبِ مَلاحِمِي
للعاشقِينَ فكُلّهُم أتباعِي
نَارُ القَصيدَةِ أُضرِمَتْ بأصابِعِي
و تقَدَّمَتْ لتنَام فوق ذِرَاعِي
أنا عاشِقٌ و حَرَائِقِي شَتَّى و قد
أدركتُ في نِصفِ الطريقِ ضَياعِي
و الشِّعرُ يَعصِفُ بي كجُرحٍ غائِرٍ
أهفو إليهِ بخَافِقِي المُلتَاعِ
و أنا أُدَوِّنُ في القصَائدِ خَيبتِي
و أٌحدِّثُ الخِلاَّنَ عن اقلاعِي
حَتَّامَ أكتُبُ ، أستَلِذُّ هزائِمِي
و أغيّرُ في الحُبِّ شَكلَ قِنَاعِي
حَتّامَ أكتُمُ شَكوتِي و خَطيئَتِي
فأنا المُسَافِرُ قد أضَعتُ مَتَاعِي
و وقفتُ أنظُرُ في عيُونِ حَبيبتِي
فلأجلِهَا قد خُضْتُ ألفَ صِرَاعِ
في لُجِّ عَينيهَا تنَامُ قصَائِدي
و بها ركبتُ البحرَ دون شِرَاعِ
إنّي أنا المَهزُومُ في عُرفِ الهوى
و قصائِدي تُتلَى على الأسمَاعِ
أتلذّذُ الجُرحَ العمِيقَ بداخلِي
و أدَوِّنُ بطُفُولةٍ أوجَاعِي
سأواصِلُ السَّيرَ الطويل حبيبتي
ما هَمَّنِي بعد الضيَاعِ ضيَاعِي
ما هَمَّنِي أنّي ارتَضَيتُ هَزيمتِي
فأنا الذي أختارُ يومَ ودَاعِي
المنستير 25 جوان 2020
تعليقات