من جديد غِرّيد النواعير...
( رويدكم عليّ...)
إذا ما الليلُ خيَّمَ بالسَّوادِ
رأيتِ الشوقَ جَمْرًا في فؤادي
أُحاولُ لَجْمَ أشواقي ولكنْ
أََبَتْ إلّا التأَجَّجَ باتِّقادِ
فما لي حِيلةٌ فالقلبُ يَهوَى
فأَعطيتُ الهَوَى حُكْمَ انقيادي
أُناجي طيفَ مَن أهوَى بليلي
يُترجِمُ صَبوتي حَرفُ المِدادِ
لقد عَبَثَ البعادُ بنا سنينًا
فويلٌ للقلوبِ منَ البِعادِ
فهذي لَوعتي خَمرًا بكأسي
ومن غُصصِ العذابِ أَخَذتُ زادي
عشيَّةَ ساعةُ التوديع حانَتْ
وَنَبَّهَ لِلرحيلِ بها المُنادي
أَتَتني والعيونُ تَسحُّ دَمعًا
وفي نظراتِها التقطيبُ بادِ
أعزّيها ؟ وما لي من عزاءٍ
أُصبِّرُها ؟ فصبري في نَفَادِ
تَلَاحَظَتِ العيونُ بلا كلامٍ
وَلَحظُ العينِ أَبلغُ في التَّنادي
تَدَاعَىالحَيُّ نحوَ العِيسِ يعدو
وقد نادَى لِأَهلِ الحَيِّ حادِ
مَضَتْ تَمشي لِهَودجِها عِثَارًا
أُراقبُها وغَمّي بازديادِ
ولمّا ساقَ بالأحمالِ رَكْبٌ
توادَعنا بتَلويحِ الأَيادي
فَواديها بدَيرِ الزورِ غَربًا
ولي في عانة الفيحاءِ وادِ
يقولُ العاذلونَ أَلا تَرَوَّى
فحَسبُكَ ما جَنيتَ من العِنادِ
رُوَيدَكُمُ عليَّ ولا تلومُوا
فما لي في الهَوَى إلّا التَّمادي
2020/10/9
وليد العاني
(غِرّيد النواعير)
تعليقات