سقى الله قبرا كالفسيلة ضمها
أصيص كأطباق الرفوف صغير
توسّده طفلْ مضى نحو معشر
لهم فيه بدر كامل ومنير
وأحيا لهم أرواحهم ثم أوشكت
تقوم بهم أجسادهم وتسير
كأنّي أراهم يرقصون بقربه
وها أنا أبكي والفؤاد غيور
فياليتني أمضي إلى مستقرّهم
وأنقره من كتفه فيدور
وتصدر من بين الجثامين ضحكة
تشقّ رخام القبر ثم تطير
إلهي متى أذوي ويجمع بيننا
تراب يواري حزننا وصخور
ويمحو دموعًا لاتجفّ وماؤها
غزير كماء البحر ليس يغور
علمت بأن الميت ليس بعائد
ولو نُذِرَت حتى يعود نذور
وأنّ طريق الموت لا رجعة به
وإن أمر الحادين فيه أمير
فخذني إليه دلّني كيف يُقتفَى
له خطوُ رِجْلٍ كالحمام قصيرُ
فيا من شفى أيوب من كلِّ علّة
ومَنَّ على يعقوب فهو بصير
وبدّل إبراهيم كبشًا عن ابنه
وبرّد حرّ النار وهي تفور
فإن كنت من دون النبيّين رتبة
فخذني إليه إنّني لقرير
وراضٍ بغير المعجزات لأجله
فما أنا إلا شقوة وشرور
إلهي هبني رحمة في لقائه
وما ذاك - رباه - عليك عسير
تعليقات