تواشيح السواد
أتيتك يا قصيد على انفرادِ
وتدفعني لطيِّك ألف ضادِ
سينفد ياعيوني بعد يومٍ
على الدمعات صبركِ للنفادِ
عتيق الحرف مرٌّ ياصديقي
فقد أسن المذاق من ارتيادي
تنعّم بالتفاؤل فالأماني
نعيمٌ ما حرصت على التفادي
أما زالت تراودك الأغاني؟
أما شابت على طرب النوادي؟
فديتك لا تقل سلوى حياتي
من الشعر اقترابي وابتعادي
جنون الشعر لا يكفيك أدري
وأجهل ما يعيدك للتضادِ
فؤادك يا صديق له فروعٌ
فهذِّبها على طبع المرادِ
أمن تلك القوافي بعض حلمٍ
يكفكف ما أذوق من السهادِ؟
شربت وليس ترويني بحورٌ
من الأحلام هل أسقي جوادي؟
تباريح الحنين غدت جروحاً
تُدمَّى من عيونيَ للمدادِ
تغنَّى الشعر بالمأساة حتى
ظننتُ الشعر من بحر الشِّدادِ
تجلّد ؟هل ترى رمقاً بروحٍ
تغشّاها الهوى خلف الأيادي؟
وكادت جذوة الأشواق تضفي
على طعم المذاق من اتِّقادي
كأنَّ الحرف للأشباح منفى
تراقصه على لحن المعادِ
أهل يمضي وللخفقان ذكرى
تحلِّق بين أنسام البوادي؟
تركتُ لهم مواطنهم جميعا
يعيش الحر في كنف الرشادِ
ننام ولا ننام على أمانٍ
أما تدري إلى الأمن افتقادي
لعمرك لا نبيتُ على حريرٍ
وكل مبيتنا فوق الرمادِ
إذا غنَّى الصباح بدت سماه
كثكلى في تواشيح السوادِ
أعرني مركباً للفجر يرقى
وخذ ما شئت من سفن الحوادي
دروب المجد ما بُسِطَتْ إلينا
نذرتُ إلى مساعيها فؤادي
إذا ما صحَّ أن الليل يخلو
من العتمات سوف أرى المنادي
دروب المجد نخفق في ذراها
لأنا في الهوى نهوي لوادِ
وكلكمُ أحبائي إليها
مساعيكم فهل حُقّتْ لشادِ؟
فاطمة عايق
تعليقات