دروبٌ ونجاة _________________________البحر الكامل
لم يخلُ صفو العيشِ من بعضِ المِحَنْ
___لا بُدَّ منْ حَوبٍ يقاضيهُ الزَّمنْ
والحرُّ يبقى في الحياةِ مُكرَّماً
___ مِنْ عِزَّةٍ النَّفسِ التي تَأبى المِنَنْ
والجهلُ دربٌ حاصدٌ كُلَّ العنا
___ والعلمُ دربٌ للَّذي دَفَعَ الوسنْ
والمالُ يدفعُ طامعاً في حُفرةٍ
___ صحراؤها تاهت بها إنسٌ وجنْ
والعقلُ ليسَ بقاتِلٍ عندَ الوغى
___ من كانَ مُحتمياً بقوسٍ أو مِجَنْ
..................
والكُلُّ يهفو للمرادِ ويرتضي
___ سِعةً من الأفكارِ تنجي من فِتَنْ
هذي نفوسٌ من قلوبٍ قد بدت
___ كالوردةِ الحمراءِ تنبتُ في الدِّمَنْ
حُزنٌ تفشَّى في الضُّلوعِ وفي الحِشى
___من كُلِّ لونٍ باتَ فيها المُرتهنْ
يا واهبَ الإنعامِ إنَّا نرتجي
___ من كُلِّ ضيقٍ يحتوينا لا نُجَنْ
جَهُلُ المنايا قد يُشوِّقُ يائِساً
___ للإنتحارِ وذا بصبرٍ يحتقنْ
................
من كُلِّ شريانٍ تسيلُ دماؤهُ
___ حتَّى يوافيَ مَنْ تَكَدَّرَ للكَفَنْ
يا ربِّ عفوكَ فالحياةُ عزيزةٌ
___ والرُّوحُ للخلاَّقِ تُفضي إذ تئنْ
تأتي المنايا من غيوبٍ ما لها
___ سببٌ وذا قدرٌ لها قد لا يَعِنْ
قد لا يكونُ خلاصنا من أزمةٍ
___ إلاَّ بروحٍ في المقابِرِ تستكِنْ
لا من قصورٍ في الجنانِ ننالُها
___ إلاَّ بإيمانٍ وتوحيدٍ ... يَكِنْ
.................
يا ربِّ سدِّدْ للتَّسامُحِ خطوَنا
___ وارفِقْ بقلبٍ قد يذوبُ منَ الوهنْ
واجعل لنا في كُلِّ دربٍ صاحِباً
___ فيهِ الصَّلاحُ ومن بِهِ لم نستَعِن
إنَّا تركنا أمرنا ... لمُدبِّرٍ
___ يحنو علينا من حياةٍ في المِحَن
هذي صلاةٌ للَّذينَ أحبَّهم
___ ربُّ البريَّةِ قد تجودُ بلا ثمن
لم يشقَ في الدُّنيا قنوعٌ بالَّذي
___ أعطاهُ مَنْ رَزَقَ الطُيورَ كَمُمْتهن
................
فتسارعت أنفاسُهُ في شُكرِها
___ واللهُ قد أرسىى أماناً في الوطن
تجري مدامعُهُ بذكرِ فضيلةٍ
___ والحمدُ ملءُ فؤادِهِ من كُلِّ فن
لم ينسَ درباً كانَ فيهِ مُخالفاً
___ شرعاً فتابَ ولن يخيبَ الممتَحَنْ
لا من صلاةٍ يحتمي بخشوعِها
___ إلاَّ ونالَ بها عزيزاً لم يكن
صلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وآلِهِ
___ والصَّحبِ طوقٌ للنَّجاةِ لمؤتمنٍ
................
الجمعة 28 محرَّم 1441 ه
27 سبتمبر 2019 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
تعليقات