خَيْرُ البِدَاْيَةِ فِيْ صَدَى الْعُظَمَاْءِ
حُسْنُ السَّلَاْمِ عَلَيْهِمُ وَثَنَاْئِي
وَأَخُصُّ خَيْرَهُمُ الْحَبِيْبَ مُحَمَّداً
وَالْأَنْبِيَاْءَ وَمَعْشَرَ العُلَمَاْءِ
وَذَكَرْتُ أَحْمَدَ فَاعْتَصَرْتُ تَمَنِّياً
لو كُنْتُ فِيْ بَدْرٍ مِنَ الشُّهَدَاْءِ
أَوْ كُنْتُ فِيْ أُحُدٍ مِنَ القَتْلَى وَقَدْ
دافَعْتُ عَنْهُ مُضَرَّجاً بِدِمَاْئِي
إِنِّي إِلَيْكَ لَمُرسِلٌ يَاْ سَيِّدِيْ
مُتَوَاْضِعاً بقَصِيْدَتِي الْعَصْمَاْءِ
قُلْتَ التَّهَاْدِيْ يَاْ حَبِيْبُ مَحَبَّةٌ
وَأنَاْ أُحِبُّكَ دُوْنَ أَيِّ رِيَاْءِ
يَاْ خَيْرَ مَنْ جَاْءَ الْوَرَى فَاسْتَبْشَرُوْا
مُتَوَسِّمِيْنَ بِوَجْهِكَ الوَضَّاْءِ
وَجْهٌ تَوَهَّجَ سَاطِعاً مُتَلَأْلِئاً
قَمَرٌ بَدَاْ فِيْ لَيْلَةٍ ظَلْمَاْءِ
وَعُرِفْتَ بَيْنَهُمُ أَمِيْناً صَادِقاً
تَلْقَاْهُمُ بِمَوَدَّةٍ وَإِخَاْءِ
لَهْفِي عَلَيْكَ وَأَنْتَ تَصْعَدُ قَاْصِداً
جَبَلَ الهُدَى وَالنُّوْرِ غَاْرَ حِرَاْءِ
وَقَرَأْتَ قُرْآناً وَلَسْتَ بِقارِئٍ
وَغَدَوْتَ حُجَّةَ مَعْشَرِ القُرَّاْءِ
بِجَوَاْمِعِ الْكَلِمِ اتَّسَمْتَ بَلَاْغَةً
يَاْ سَيِّدَ الْفُصَحَاْءِ وَالبُلَغَاْءِ
وَبِأَكْرَمِ الأَخْلَاْقِ نِلْتَ مَكَاْنَةً
مِنْ عِفَّةٍ وَمُرُوْءَةٍ وَحَيَاْءِ
يَقْضِي حَوَاْئِجَ قَوْمِهِ وَدِيَاْرُهُ
هِيَ مَقْصِدُ البُؤَسَاْءِ وَالغُرَبَاْءِ
وَاللهُ أَيَّدَ عَبْدَهُ سُبْحَاْنَ مَنْ
أَسْرَى بِهِ فِي لَيْلَةِ الإِسْرَاْءِ
صَهَرَ القَبَاْئِلَ وَالشُّعُوْبَ مُوَحِّداً
أَبْناءَهَاْ فِي الْأُمَّةِ الغَرَّاْءِ
وَأَعَزَّ أُمَّةَ يَعْرُبٍ إِسْلَاْمُهَاْ
للهِ دِينُ المُصْطَفَى المِعْطَاْءِ
هَذا سُرَاْقَةُ كَانَ مِنْ أَعْرَاْبِهَاْ
ظَفِرَتْ يَدَاْهُ بِحِلْيَةِ الرُّؤَسَاْءِ
اُنظُرْ إِلَيْنَاْ يَوْمَ كُنَّا أُمَّةً
كُنَّا عَلَى أَعْلَى ذُرَى الْعَلْيَاْءِ
صِدِّيْقُهَاْ فارُوْقُهَاْ عُثْمانُهَاْ
وَعَلِيُّهَاْ رَشَدُوْا مِنَ الْخُلَفَاْءِ
كَانُوْا رَوَاْفِدَ مِنْكَ يَا نَبْعَ الهُدَى
تَجْرِيْ مِيَاْهُكَ عَذْبَةَ الإِرْوَاْءِ
خَرَّجْتَهُمْ فَإِذَاْ بِهِمْ نَبَغُوا عَلَى
خَوْفِ الإِلَهِ بِحِكْمَةٍ وَذَكَاْءِ
ثَقِفُوْا حَدِيْثَكَ جَيِّداً لَمْ يَبْرَحُوْا
يَوْماً مَحَجَّةَ هَدْيِكَ الوَضَّاْءِ
قُدْتَ السَّفِينَةَ مُنْقِذاً رُكَّابَهَاْ
وَالبَحْرُ مُضطَرِبٌ لِشَطِّ نَجَاْءِ
قَدْ كُنْتَ تَرْعَى الْبُهْمَ يَوْمَكَ يافِعاً
وَغَدَوْتَ نُوْرَ اللهِ فِي الغَبْرَاْءِ
وَأَحَلْتَ صَحْرَاْءَ الجَزِيْرَةِ جَنَّةً
لِيَشِعَّ مِنْهَا النُّوْرُ فِي الأَرْجَاْءِ
خُيِّرْتَ فِي الدُّنْيَاْ بِفَقْرٍ أَوْ غِنىً
فَاخْتَرْتَ مِنْهَاْ عِيْشَةَ الفُقَرَاْءِ
وَرَحَلْتَ مِسْكِيْناً وَأَنْتَ نَبِيُّنَاْ
يا أشْرَفَ الأَمْوَاْتِ وَالأَحْيَاْءِ
اللهُ قَدْ أَهْدَى الْبَرِيَّةَ رَحْمَةً
وَهَدَى الْعِبَاْدَ بِهَا بِلَا اسْتِثْنَاْءِ
فَالْحَقْ أَخَا الدُّنْيا بِدِيْنِ مُحَمَّدٍ
بَلْ مُتْ عَلَيْهِ تَكُنْ مِنَ السُّعَدَاْءِ
ناظم الفضلي
تعليقات