الرَّحمــةُ المُهـــداة
ما زادَ من قَدرِكَ المُدَّاحُ ما نَظمـوا
و لـم يَنَـلْ منـكَ أعـداءٌ بما نَقَمــوا
ياسيِّـدَ الثَّقلَيــنِ الشَّــــوقُ أرَّقَنـــي
فسالَ من مُقلَتـي حَـرَّانَ ينسَجِــمُ
و شَـقَّ مـن صَمـتِ أقلامـي يُؤَجِّجُهـا
يا مَــنْ تَــلَألأَ مـن أنــوارِهِ القَلـــمُ
نَفسـي فِـداكَ و ما أكنَنـتُ من دُرَرٍ
في بُؤبُـؤِ القلـبِ لمْ يُبصِـرْ بهِـنَّ فَـمُ
للـــــهِ دَرُّكَ أُمِّيَّـــاً بِـــهِ نَطقَـــتْ
صُـمُّ القُلوبِ و صُـمُّ السَّمعِ و البُكُـمُ
اَلوَحـيُ أوْحـى لـكَ اقــرأْ كــي تُعلِّمنا
ياخَيـر مـنْ نهَلَتْ من فَيضِهِ الأُممُ
* * *
يا يـومَ مِيـلادِكَ الدُّنيـا بِـهِ شَرُفَــتْ
و أشرَقَـتْ بمُحَيَّــا الكَــونِ تَبتسِــمُ
محمَّدٌ خَيرُ مَـنْ عَـزَّتْ بِــهِ مُضَــرٌ
وخَيرُ مَـنْ أنجَبَتْـهُ العُـرْبُ و العَجَــمُ
كُـلُّ النَّبيِّيـــنَ فـي أقوامِهِــمْ بُعِثــوا
إلَّا ابــنُ آمنــةٍ فَـوقَ الدُّنـى عَلَــمُ
فكـانَ خاتَمَهُــمْ لـولاهُ مـا ابتــدَؤُوا
و مَـنْ سِـواهُ لـذاكَ العِقــدِ مُختَتِــمُ
و مَــنْ سِـواهُ شَفيــعُ العالميـنَ إذا
ما طالَ يومٌ عليهِمْ فيـهِ قد وَجَمـوا
للــــهِ يا سَـيِّـــدَ الأكـــوانِ مَأثُــــرَةٌ
سَعَـتْ إلَيــكَ و لا تَسعــى لها قَــدَمُ
من ظُلمةِ اليُتمِ و الحِرمانِ كُنتَ أباً
لِمَنْ عَصَوكَ ومَنْ في حبلِكَ اعتَصَموا
علـى حَصيـرٍ مـن البُــردِيِّ مُضَّجِــعٌ
و بالحَريـرِ مُلـوكُ الأرضِ قد نَعِمــوا
* * *
يا أيُّهـا الرَّحمـةُ المُهـداةُ خُـذْ بِيَــدي
إلَيـكَ إنِّــي عــن الدُّنيــا لَمُنصَــرِمُ
يا سَيِّـدي يا رسولَ الـلهِ قـد بَلَغَـتْ
مِنَّـا القُلـوبُ التَّراقي واستَشـاطَ دمُ
و مـا تَداعــى لأكبـــادٍ لنــا فُتِكَــتْ
أهـلٌ إذا بُحَّـتِ النَّجوى و ما ألِمــوا
و قـد تَـداعَـتْ علَينـا النَّـاسُ قاطِبَــةً
و المُسـلمــونَ غُثــاءٌ لَحمُهُـــم وَرَمُ
ومزَّقَـــتْ شَهــوَةُ الأهـواءِ لُحمتَنـا
و ليسَ في الساحِ قَعقاعٌ و مُعتَصِمُ
و ليسَ فــي العُـرْبِ إلَّا بائِـعٌ وَطنـاً
و مُشتَــرٍ تاجَـهُ أو حاكِــمٌ صَنَــمُ
فُسطاطُكَ الوَعدُ قد لاحَـتْ بشائِــرُهُ
و ها هـيَ الشَّـامُ بالأعــداءِ تزدَحِــمُ
فعَجِّـلِ اللـــهُ فـي وَعـــدٍ تعَهَّـــدَهُ
خيـرُ الأنـامِ و أنتَ الواحِدُ الحَكَـمُ
عمــر محمــد هشُّـوم
تعليقات