في ذكرى مولدك
جاش المداد وروحي رقّها الدّنف
لمّا ذكرتك زال الهمّ والكدر
همست أحمدْ فحنّ الحرف وانتفض
والبوح كالمزن بات جدّ ينهمر
وفاح ضوع زهور من مياسمها
سرّ الفؤادَ ومنها بات ينتشر
هل ينضب فوح أنت مبعثه
ونبعه من صفاء الله معتصَر
يا مبعث النور أنت البدر في حلل
الشّمس أنت وأنت النّجم والقمر
يا ملهم القول أنت النبض والخفق
أنت النشيد وأنت العود والوتر
محرر العقل باني المجد منقذنا
من هوّة في طيّها النار والشّرر
في يوم مولدك الفرسُ نارُهم خمَدت
و مسّ قصرَ كسرى مثلَها الضرر
جيش الأباليس يوم جئت قد صعق
والإنس والجن من مرآك قد بهروا
ما كانت الأعراب قبل مبعثك
غيرَ شتات و بالأنساب تفتخر
من أجل نوق تثور نارُ معمعة
أو بيتُ شعر كريح جمعَهم يذر
بالحبّ آخيت بين العُرب والعجم
وكم من الأقوام غيرهم ذكروا
أنت المنجي لمن في الشرك قد غرق
للحقّ سيف وللإناث منتصر
طوبى لغبراءَ يومًا دست تربتَها
طوبى لصحب عهدَك عمَروا
الربّ حباك في الدارين منزلة
ونلت ما لم ينله غيرك بشر
هذا اندلاق حروف من سحائبك
جاءت كفيض من الأشواق ينفجر
محرر العقل باني المجد أمدحك
وإن كنت قصّرت قولا فيك أعتذر
أرجو بها يوم لقاء الباري مغفرة
ومنزلا حذو حبيب الله أفتخر
محمد الصغير القاسمي
تعليقات