قبلة الأحرار
لحبّكِ ماينبي من الشعر والنبضِ
وإن كان ما في النبض أدنى إلى المحض
هواك بلادي ماجرى في طبيعتي
فأخشى بما أضفي عليه من النقض
إذا راقت الأجواء رغم غيومها
فذاك لأني في سمائي وفي أرضي
عن الأرض إن تسأل فأرض جزائر
وعمٌا سما فيها شهيد به يفضي
على مبدأ الأحرار عيشي وموتتي
بسنّته أحيا ولازال في فرضي
جناحي وكم يعلو بفخرك موطني
وبرّك كم يدعو فأجنح للخفض
ويومض في فكري هواك قصيدة
فأسمعني صوتي مخافة مايمضي
بلادي وماأوحت وعهدي وماقضى
بها سر إلهامي وللعهد مايقضي
وأعمق من جبّ فؤادي لسرها
لوارده قرب ومنع من الفضّ
أحبّ الهوى عندي إذا كان مطلقا
يلبّي بلا شرط يزيد بلاحض
تقلّدت سيفا للوفاء ولم يزل
أصيلا ومصقولا يهاب من الومض
مهابتنا تغني اللسان عن الأذى
وتكفي لإعراض المغير عن الركض
أيرحض بالدمّ التراب مطهّرا
ويقرب خنزير حرام على الرحض
نذم الذي ذم الجزائر لا نرى
من القائل الموعود بالثائر المض
نراه وقد شاء الهجوم مقدّرا
من الأسد لا يقوى على النطق والنهض
أدر طرفك المشغول عنا لكي ترى
فوارسنا زرعا على الطول والعرض
وللخير أبواب لأرضي وشعبها
مفاتيحها تؤتى ذوي الودّ لا البغض
هنا الشعب مجبول على حفظ عهده
بفطرته حرْب غيور على العرض
يهبّ كما سرب جميعا لغاية
ويجهلها بعض فيعلم من بعض
به خفة الوثّاب لم يمهل العدى
كما الصقر لم يلبث على الصيد منقض
وذو همة تعلو ولم تدع حاجة
فإن حاجة تعرض يكن سيّد العرض
سخي بسيط ليس يعطيك عن غنى
ولكن من الفضل العطاء الذي يرضي
تظنّ به خيرا فيجزم فعله
فإن جئت في شرٍّ جنيت ولم تمض
إذا أوجز الإفصاح منّى فلم أجب
مقاما فما وقف الجواب على القرض
جزائر ياقلب المجاهد في الوغى
وروح شهيد لا تموت من القبض
عشقتك لا ألقى لذاك نهاية
يجف لها حبري فيسلم من نفضي
رفيقة بدياري
تعليقات