التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تَـرْنِـيـمَـتِـي لِـلْـعَـدْلِ / عارف عاصي

 تَـرْنِـيـمَـتِـي لِـلْـعَـدْلِ

============



لا تَـبْـتَـئِسْ إِنْ حَـارَ فِـيكَ خِطَـابِـي

هُـوَ مَحْضُ حَرْفٍ طَـالِـبُ الأَلْـبَـابِ


أَنَا هَمْسُ شُحْرُورِ الجِبَالِ وَ غَايَـتِي

حُـبُّ الـحَـيَـاةِ مُـرَنِّــمـاً فِـي غَـابِـي


قَد عِشْتُ عُمْراً تَحْتَ هَالاتِ الضِّيَا

وَ الحُـبُّ صَحْبِـي وَ الضِّيَاءُ كِـتَابِي


لا مَا انْـثَـنَـيْـتُ إِذَا تَـجَـمَّـعَ رَعْـدُهَـا 

فَـالـرَّعْـدُ عِـنْـدِي مُـؤْذِنٌ بِـسَـحَــابِ


وَ الأَرْضُ حُبْـلَى وَ الغَـمَـامُ رِوَاؤُهَـا

يَـسْـقِـي الجُذُورَ وَ رَائِـعَ الأَعْـشَـابِ


فَـزَرَعْتُ رَوْضِي مِنْ بِدِيـعِ وُرُودِهَـا

لا مَا اعْتَدَيْتُ وَ قَدْ مَلَـكْتُ صَوَابِي


أَمَّـلْـتُ مِنْـهُ الخَـيْـرَ يَـكْسُو وَاحَـتِي

لأُظِـلَّ فِــيـهَـا وَارِدِي وَ صِـحَــابِـي


وَ لَـقَـدْ شَـرِبْـنَـا الشَّـهْـدَ فِي أَفْـيَائِـهِ

وَ الخَـيْـرُ ضَـافٍ فَـوْقَ كُـلِّ نِـصَـابِ


لَـمْ أُزْعِـجِ الـدُّنْـيَـا بِـرَائِـقِ عِـيشَـتِي

حَـتَّـى اِنْـقَضَضتَّ بِـكُـلِّ ظُـفْرٍ نَـابِ


فَـكَسَرْتَ أَغْصَانِي الَّـتِي قَدْ أَثْـمَرَتْ

وَ رَدَمْـتَ نَـهْـراً دَائِــمَ الــتِّـسْـكَـابِ


فَـإِذَا الـرِّيَـاضُ تَـدَمْـدَمَـتْ أَرَكَـانُـهَا

وَ إِذَا الــظَّـلامِ مُـظَـلِّـلَ الأَقْـطَــابِ


وَ إِذَا الـزُّلالُ أُجَاجُـهَـا فِي طَـعْـمِـهِ

وَ الحُـلْـوُ يُـسْقَىَ مِنْ خَبِـيثٍ صَـابِ


يَاصَاحِبَ الظُّـلْمِ الوَبِيلِ أَلا اسْتَفِقْ

فَالـيَـوْمَ يَـوْمُك وَ الحِسَابِ حِسَابِي


وَ غَـداً تَـزُولُ عَـنِ الـحَـيَاةِ مُـكَـلَّـلاً

وَ الـعَـارُ ظُـلُّـكَ بَـعْـدَ عُــمْــرٍ كَـابِـي


فَـأَجَابَـنِي الظَّـلَّامُ فِي سَمْتِ الهَوَى

الـقَــوْلُ مِـنْـكَ مُـجَـانِـبـاً لِــصَـوَابِ


يَـا أَيُّـهَـا الْـغِـرُّ الـمُـثَـرْثِـرُ قَـدْ كَـفَـى

وَ افْـهَـمْ حَـيَـاتَـكَ دُونَـمَـا أَسْـبَـابِ


الـنَّـاسُ فِي تِـلْـكَ الحَـيَـاةِ مَـرَاتِـبٌ

هِـيَ لِـلْــكِـبَـارِ كَـمَـصْـنَـعِ الأَنْـصَـابِ


مَـنْ أَنْـتَ فِـيهَـا كَـيْ تُـثِـيرُ زَوَابِـعـاً

أَنْــتَ الــرَّمَـادُ إِذَا تَـــثُــورُ رِغَــابِـي


وَ أَنَـا أَرَدْتُ لَـكَ الخُـلُودَ بِصُحْـبَـتِي

فَـــوْقَ الـــزَّمَـانِ الــذَّاهِــبِ الأَوَّابِ


أَفَــلا يَـسُـرُّكَ أَنْ تَـكُـونَ بِـتُـرْبَــتِـي

تَـسْـقِـي جُـذُورِي مِـنْ دَمٍ سَـكَّــابِ


أَوْ أَنْ تَـكَـونَ بِسَاعِـدِي فِـي قُـوَّتِـي

اَوْ اَنْ تَـكُـونَ نُـعُــومَــةً بِــإِهَــابِــي


أَوْ أَنْ يَـكُـونَ لَـكَ الـبَـقَــاءُ مُــؤَكَّــدٌ

فِـي طُولِ عُـمْرِي مُـنَـعَّـماً بِـشَـبَـابِي


أَوْ أَنْ تَـكُونَ عَـزِيـمَـتِي فِي وَثْـبَـتِي

كَــيْ مَــا اَحُــوزَ تَــعَــدُّدَ الأَلْــقَــابِ


إِنِّـي أَنَـا سِـرُّ الخُـلُـودِ عَـلَى الـمَـدَى

وَ أَنَـا الإِلَــهُ تَــرَى الجَـمِـيـعِ بِـبَـابِـي


أُعْـطِي وَ أَمْـنَـعُ مَـنْ أَشَـاءَ تَـكَـرُّمـاً

بِـالجُـودِ أُغْـنِـي مَـن أَتَـى مِحْـرَابِـي


فَـنَعِـيمُـكُمْ هُـوَ مِنْ كَـرِيـمِ تَـفَضُّلِـي

وَ جَحِيمُـكُمْ فِي غَضْبَـتِي وَ عِقَابِـي


أَنَا إِنْ طَعَنْتُ فَلَسْتُ أبْغِي مَحْوَكَمْ

مَـاذَا يُـفِـيـدُ عِـدَادُكُــمْ بِــرِحَــابِـي  

 

فَـأَجَـبْـتُـهُ وَ المَـوْتُ يَخْـنِقُ عَـبْرَتِي

لا تُــكْــثِــرِنَّ مَـلامَــتِـي وَ عِـتَـابِـي


إِنَّ الـحَـيَـاةَ جَـمِـيـلَـةٌ قَـدْ صَـاغَـهَـا 

رَبِّـي الـكَـرِيــمُ عَــطِــيَّـةَ الـوَهَــابِ


وَ أَنَـا الـمُـغَـرِّدُ فِي بَـدِيـعِ ضِـيَـائِـهَا

صَـوْتِـي الحَـنُـونُ تَـرَادُفُ الأَحْـبَابِ


فَـإِلَـيْكَ خَـالِصُ مَا عَلِـمْتُ بِرِحْلَـتِي

مِـنْ دُونِ شَـرْحٍ وَاسِـعِ الإِسْــهَــابِ


إِنَّ الــعَـدَالَــةَ دُونَ سَـيْـفٍ كِــذْبَــةٌ

وَ الحَـقُّ سَـيْـفٌ فَـوْقَ ظُـلْـمِ رِقَـابِ


مَـنْ رَامَ عَـدْلاً دُونَ سَــيْـفٍ وَاهِــمٌ

هُـوَ فِي الحَـيَاةِ مُخَـالِـفُ الأَسْـبَابِ


تَـرْنِـيمَـتِـي لِـلْـعَـدْلِ تُحْـيِـي مَوْتـنَـا

وَ تَجُـوبُ كَـوْنِي فَوْقَ كُـلِّ هِـضَابِ


وَ الـحَـقُّ فِـيــهَــا غَـايَـةٌ مَـحْـمُـودَةٌ

يُـبْـقِي الأَنَـامَ عَـلَى هَـدَىً وَ كِـتَـابِ

========

عارف عاصي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حبيبتي والبحر وقفتُ على باب  الأحبة  باكيا ............فقد باتَ  مَنْ في  القلب ِ يا قلبُ نائيا لمَسْتُ غبارَ البيتِ ثم شمَمْتهُ ...................فما زالَ مِنْ ريح  الأحبة  زاكيا سَمِعْتُ وراءَ السّور ِ شهْقة َ وَرْدَة ................ ونهْدَة َ  عصفور ٍ يَصيحُ  مُناديا تنهَّدَ بابُ الدار ِ حين لَمَسْته ..................ومالَ نخيلُ البيت ِ يَهْمِسُ راجيا أنادي، وما في البيتِ إلا عَناكِبٌ .....................وأطيافُ أشباح  تحُوْمُ ورائيا فيا حُرْقة َ العينين هَوْناً فربما ....................يعودُ بمَنْ أقصاهُ يوما  زمانيا على هَوْجَة ِ الغربان ِ فرَّتْ يَمامتي ......................فبات حَمامُ الأيكِ يَبكي لِحاليا وكنتُ إذا ما مَرَّ طيرٌ مهاجرٌ .....................أُحَمِّله العُتبَى لمَنْ بات ناسيا أحجُّ له في اليوم  خمسينَ حجة ..............وأمشي له في الليل ِ هَوْناً  وساعيا فكم كان صدري للحبيب ِ وسادة ً! ..................وكم كان حضني للأنين ِ مُداويا! كتبتُ على الجدران  بعضَ قصائدي .........

بوارق الحب / توفيق حميد البكري

 * بوارقُ الحبِّ أبيتُ مع النّجوى . خليلي كما ترى                أعدُ نجومَ الليل أفترشُ الثرى تذكرتُ قيساً عندما طال هجرهُ                  فواسيتهُ شعراً وعزّيتُ عنترا ترقبتها حتّى  أجادتْ بوصلها             على خدِّها وردٌ حوى الثغرُ سُكّرا                   أرى بارقاً للحبِّ في طرفِها جرى          وغيثُ الهوى الدّفاق بالشّوق أمطرا فهامتْ بها روحي ورحّبَ خافقي              تعافَت بها الأسْقامُ والقلبُ أزهرا  طويتُ جراحَ الليل في حين وصلها          وأغلقتُ بابَ الحزنِ. والسُعدُ أبشرا وأشرقتُ شمسَ الوصل بالحبِّ باكراً                   تبسَّمت الأفلاكُ والكونُ كبّرا يُغرّدُ حرفُ الشعر في روضةِ الندى              ومن عطرها الفوّاح أُفْقي تعطّرا أعانقها ...

إلا رسول الله / احمد الأديب

  ألا رسول الله يا صاحب السجن في  نشإه  سر سبحان من سواه كم  من شعوب  لم تحتن بالنور لكنها  رفضت تنبيز   من   سباه تبا لمن رسموا  سيدي وإبتهجوا قولوا معي  قولوا إلا رسول الله نور تربع في الجوف  وفي القلب  تبت يدا (ماكروم) لو سب نور الله ما رد  سب   حبيبي  من   نضارته  القلب يعشق من  بالحب قد غذاه الدين   والأدب   من  لا  يمت  لهما سيكون مثل قطيع الركب يا ويلاه الويل  مأو  لمن  آتاه  توبيخي يا  سيد  الرسل  إنا لدين  الله  أجعل  يديك  على  أوراق  تأريخي لترى عجائب من شتموا حبيب الله  عيبوا  جميع  خلائق  الله  والتبسوا   لا تلمسوا  المبعوث غوثا  لمن  والاه  هذي  مبادىء  من  بالدين  يحتكم لينل رضاك  حبيبي يا رسول   الله ........  ........ أحمد الأديب