دهشةُ الحرفِ
للشِّعرِ في ثَغرِ روحي نكهةُ الخَمرَهْ
بأكؤُسٍ مِنْ شذًى إنْ غرَّدَت سَكْرَهْ
على جَناحِ هَزارِ الحرفِ تحمِلُني
و ترتقي بي إلى أنْ أبلُغَ السِّدرَهْ
يا لَلبُراقِ الذي يُسري و يُعرِجُ بي
و يا لَقُدرةِ هذا الحرفِ مِنْ قُدرَهْ
و يا لَسِحرِ الهوى إنْ جاءَ مُؤتزِرًا
شِعرًا بِلا أيِّ وهجٍ عندَه الجَمرَهْ
الشِّعرُ بوَّأَها عرشًا و مملكةً
و اختالَ لمَّا رآها شَعرَنَت قَصرَهْ
ليست كما شُعَراءُ الأرضِ شاعِرتي
هيَ المُخالِفُ أو إنْ شِئتَ قُلْ : طَفرَهْ
لِأبجَدِيَّتِها دونَ الوَرى كَلِمٌ
سِحرُ القوافي و ربِّي ما حكى سِحرَهْ
ما في فُحُولِ القوافي مَنْ يُعادِلُها
بدهشةِ الحرفِ و الإعجازِ و الفِكرَهْ
فلا بصَنعا و حَيفا مَنْ يُشابِهُها
و لا دِمَشقَ و لا بغدادَ و البَصرَهْ
ما إنْ يبِنْ حرفُها حتَّى يُغازِلَها
خَلقٌ على وجنتَيها أشعلَ الحُمرَهْ
هذا عنِ الشِّعرِ أمَّا عن مفاتِنِها
فشادِنٌ أَيْطَلاه يحسُدا خَصرَهْ
و طَرْفُهُ بحرُ خَمرٍ فالتزِمْ حذَرًا
إنْ رُمتَ منه ارتشافًا تشتعِلْ ثورَهْ
كلُّ المحيطاتِ غَرقى تحتَ مَوجَتِهِ
و فُلكُ نُوحٍ و نُوحٌ يحذرَا بحرَهْ
تَرى الخليقةَ قد أمَّت قصيدتَها
كأنَّها احتشدَت للحَجِّ و العُمرَهْ
في شِعرِها لذَّةٌ تجتاحُ قارِئَهُ
فيشتهي أنَّه يُفني بهِ عُمرَهْ
هيَ الوَرى كلُّهُمْ عذرًا مُعاوِيَةٌ
إنْ كانَ ساءَكَ أنِّي قاطِعُ الشَّعرَهْ
دريد رزق
تعليقات