نعــم الهــــوى
نِعْمَ الْهَــوَى مَنْ تَفَانَى فيه صاحبُـهُ
لا يقطِفِ الوردَ من للشوك يمتنـِـــعُ
ذاك الهوى من أَقـــامَ الشَّوْقُ جانِبَهُ
لا يركبِ البحرَ من في القاع قد يقعُ
فالعشق نارٌ لها في الوجـد مُنتسبُ
يكوى الجَنَان بها، يَسْتَطْيِبَ الوجَعُ
إنَّا عَشِقْنَــــا فكَـــمْ ذَلَّـلْنا من محــــنٍ
لمـا صدقنـا ولم تَستَهْــوِنـَـا الخـُــدَعُ
حلاوةُ العشقِ في الشَّوقِ، شَقِيٌ بها
من أَخْلَفَ الوعدَ أَو حَــدَا بِهِ الطَّبِــعُ
أَسِقَانِـيَ الخير عُمري لستُ أنكُـــــره
يُقَـــوِّمَ الـــذَّات إذْ بالأمــــرِ تضطلِــعُ
لِلروح نزعـةُ مَنْ في أُلْفِــهِ، ابتهجتْ
تهــــوى الكـــرامَ ولا يَغْرينَهــا اللُّطـعُ
إنَّ الوداع لأهـل العشـق محرقــــــةٌ
ترى القلــوب حَيَــارى ملئهـا الفَـــزعُ
تبكي الرَّحِيلَ على حبٍ لــــه أمـــــدٌ
من الوصال فكيـــف الحبلُ ينقطــــعُ
رفقاً بأهلي من العشَّاق كـمْ صَمــــدوا
وارفـــقْ بنفسي فقد ينتابهـــا الجـــزعُ
دعِ الشُّجــونَ وأطفقْ من لواعجهــــا
بحر السُّرور وخذ من سيلهِ الجُـــــرَعُ
غاب الحبيبُ وعين الله تبصرنـــــي
الهَجْـــر أرَّقَنــي في الحـــزن أمتقــعُ
قل لي بربك كيف الصَــبُّ أكتمُــــــهُ
كلي متيَّــــــمُ للسلـــوانِ أصطنِـــــعُ
ما للـوشائــجِ لما الـــــــوَدُّ ترتِقُـــــــهُ
بين الضلوع على الإحسـاس يطَّلِـــعُ
حتَّــى تؤَمِــنَ حبــــاً وَهْيَ غائبــــــةٌ
لتزرعَ الشَّوق حتى يَنبُــــتِ الـولــــعُ
قد تدري ما يستجدُّ وهي حاضــــرةٌ
وفي البِعــــادِ ظنـون النَّفسِ تندلــــعُ
خيالها يتبـــدَّى من شواهـِـــدِهـــــــا
أراه طيفــــاً على الأرجــــاءِ يـرتفـــعُ
وهمسُ صوتٍ يُنَاغِيني بِسَحْنَتِهَـــــا
كالنَايِ يشـدو وللأنغـــــامِ يبتـــــدِعُ
فَاسْتَوقَفَتْنِي لأُمْ كُلثُــــومَ أُغنيــــــةً
أَيْن الهوى لا تَسَلْنِي، حَيْـنَ أسْتَمِــــعُ
أَرِيجُهــــا فــي هداياهـــا مضمخـــةٌ
بالعطرِ أدعــو لها الأَقــرانَ تجتمـــــعُ
مُفاخراً بغرامـــي، مُفْصِـــحَ الكَبِـــــدِ
كأَنَّنِي رَائـــــدٌ في الحُبِّ أُتَّبَـــــــــــعُ
إِنْ كُنْتِ لَيْلَى تَرَانِي قَيْسَ مُمْتثِــــلاً
منـــي الـــدَلاَلُ ولِلْمَأْسَــــاةِ أَبتَلِـــــعُ
أحمد خالي علي أبو زكرياء
الجــزائــــر.
22/02/2021.
تعليقات