إلى حمصَ قد آبتْ بشوقٍ ركائبي
فهامتْ بها روحي وجادتْ سحائبي
وعادَ شبابي مُخصباً في لقائها
وعَودُ الشبابِ من غريبِ الغرائبِ
حباها إلهي من كرائِمِ فضلهِ
فكانت جناناً من بلادِ العجائبِ
حجارتها ماسٌ وتِبرٌ تُرابها
وقلعتُها حصنٌ منيعُ الجوانبِ
فريدةُ حسنٍ يخطبُ القلبُ ودَّها
مُنزَّهةٌ عن كلِّ عيبٍ وشائبِ
أيا حمصُ يا تاريخَ مَجْدٍ وعِزَّةٍ
سناها مضيءٌ من ثنايا المغاربِ
إذا كُسفَتْ شمسُ النهارِ فإنَّها
ضياءٌ وفيهِ نور كلِّ الكواكبِ
ومهما الأسى فيها يجولُ بخطبِهِ
ففي بسمةٍ منها أُفولُ المصائبِ
تُظَلِّلها الأملاكُ تحرسُ ساحها
وتدفعُ عنها كلَّ علجٍ وناهبِ
تَعانَقَ حُبٌّ في الإخاءِ رباطُهُ
فلا تخشَ من حقدٍ شديدِ المراهبِ
مقامُ الحبيبِ في القلوب منازلٌ
وحمصُ مقامٌ في أعالي المراتبِ
وما كنتُ مختارَ الفراق لتُرْبِها
ولكنَّها الأقدارُ خيرُ مُصاحبِ!!
ولولا جهادٌ في سبيلِ قضيَّتي
لكانَ مُقامي من جليلِ المطالبِ
أيا شامةً للشَّامِ زادَ بحُسنها
دلالٌ بهيٌّ من بديعِ المناقبِ
فيا لهف نفسي للسجودِ بروضها
ومشيٍ بتيهٍ في جميعِ المساربِ
بقلمي : رفيق سليمان سليماني
13/2/2021
تعليقات