يقول المتنبي
لا تشترِ العبدَ إلّا والعصا معَهُ
إنَّ العبيدَ لَأنجاسٌ مناكِيدُ
فجاريتُ بيتَهُ قائلاً :
( بعضُ العبيدِ غلاظُ الطبعِ)
ما لِابنِ أنثى بهذا العيشِ تأبيدُ
وما به الناسُ من سيماء تعويدُ
لا شخصَ في الأرضِ مهما كان موقعُهُ
يرضى بِرِقٍّ ويستوليه تعبيدُ
بالأمس كان لغزو الناس أنظمةٌ
فيها تباح رقابٌ ثم توريدُ
تُذل قومٌ و تسبى جمع نسوتهم
شتمٌ وضربٌ وتنكيلٌ وتقييدُ
لعهد إسلامنا ظلت بوادره
تسري و فيها لنصر الدين تأكيدُ
لكنَّ صورته صارت لضابطةٍ
(أسلِم ترى السِلمَ) أو يأتيكَ تعقيدُ
بعض العبيد غلاظ الطبع متعبةٌ
ما يسمع الأمر إلا فيه تشديدُ
ما كان ترويضه سهلا لمالكهِ
إنَّ العصا حقُّ مَن خاواه تعنيدُ
اليومَ زالت لهذا الأمرِ ظاهرةٌ
وناله في سما التجديدِ تجديدُ
صار العبيد لغير الناس نألفهم
للمال والجاه يُحنى منهم الجِيدُ
وبعضهم تحت سلطان يسخّرهُ
يطير سعدا كما طارت مناطيدُ
لا حُرَّ فكرٍ ولا حُرُّ الإرادة لا
سليمَ رأيٍ ولا يعلوه تمجيدُ
الحُرُّ في الناس مصداقٌ بقِلِّتِهِ
يا قائلي الشعرَ في توضيحكم زيدوا
مفهوم مصطلح التعبيد أصبح في
كبت العقول وللأفكار تجميدُ
---
ناظم الفضلي .. العراق ٢٠٢٢
تعليقات