حلق عاليا..
كتمتَ عشقك في شيء من الغَبَشِ
و كل لوْنٍ على خدّيك عنه يَشِي
و نبض قلبك مثل الأرض في عطشٍ
إن يُروَ يحيا و إن لم يُسقَ لم يَعِشِ
فاخترْ لذاتك معنًى تستريح له
و أركن إلى لذّة المقدور و انتعِشِ
و اسْعَ إلى الفَضْلِ فَضْلُ الفَضْلِ مُمْتَدَحٌ
في كل شأن سما بالناس عن خَمَشِ
و لا تكن عَجِلًا في أيِّمَا عملٍ
تُودي نتائجهُ بالنّاس للجَهَشِ
و احرصْ على خُلُقٍ تسمو به أبدا
لا تُوقعِ النّفسَ في دربِ الهوى التَّرِشِ
و افرشْ بشاشتَك في كل مُنتجعٍ
إنّ البشاشةَ تُغري كل مُندَهِشِ
و اسقِ الأحبةَ عذبَ اللّفظ في خجلٍ
و اخفضْ جناحك تمحو دابر الغَطَشِ
و حُضنُ خِلِّكَ لا تجحدْ محاسنَهُ
لولاه ما لذّةً ذُقتَ على فُرُشِ
و اكتمْ وصيَّتَكَ في صدر صاحبك
إن الدفاترَ لا تخلو من الغَشَشِ
يطولُ نبْشُ اللئامِ في خزائنها
و السُّوسُ ينخرُها غرثانُ في عَطَشِ
و أمُّ دَفْرٍ فلا تأمَنْ غوائلها
لا تنتقي بين بيضِ السُّمْرِ و الحَبَشِ
فاحذرْ تقلُّبها في غير مُرتَقبٍ
تَسُرُّ حينًا و حينًا تُودِي بالنَّهَشِ
مهما جحدتَ عُيوبًا فيك كامنةً
أجاب عنها سلوك الجسم بالهَرَشِ
*الحسين بن ابراهيم
تعليقات