وكمْ يعمُرُ الإنسانُ بالعيشِ منزلا
على أرضِهِ ذكرى لماضٍ تبسَّما
لهُ القلبُ يحنو مثلَ طِفلٍ لأمّهِ
ومنْ دونهِا يبقى كمنْ قد تيتَّما
فلِي ذكرياتٌ فيهِ كانتْ تشدُّني
وشوقٌ إلى أطلالِ بيتٍ تهَدَّما
أنا الطيرُ يحَيا في سَماءٍ بطولها
ولكنَّ بيتي كانَ أَحْلَا بلا سَما
فما لي بأرضٍ أو سماءٍ مُرٍحِّباً
وفي طريقي كلُّ وَجْهٍ تجَهَّما
وأمواجُ بَحرٍ كمْ تَعالتْ بقاربي
فمَا كانَ بالسَاري سوى أنْ تحطّمَا
هنا الموتُ أبدا للخليقةِ عِبرةً
وأنَّ ضميراً بينهُمْ ماتَ أبكما
عبدالناصردرويش
تعليقات