( مَن للمُعنَّى )
مَنْ للمُعَنَّى في الليالي البارِدَة
غيرَ الشكوكِ معَ الأمانِي الشارِدة
قد غادرَ النجمُ المُضِيءُ فضاءَهُ
وخليلُهُ فَتْكُ الزمانِ مُباعِدَه
كاللحمِ يُشوى فوقَ أثفاء اللظى
متقلباً والسَّهدُ قضَّ وسائدَه
فتراه يعبث في فِراشهِ تارةً
وتراهُ أُخرى إذ يُدَلِّكُ ساعدَه
وتمائمُ السَّبَر العميقُ سوادُها
كانتْ على حالِ المفارقِ سائدة
كم من زفيرٍ تحت تجويف الأسى
حملَ المواجع مكرها ليُعانِدهْ
إيهٍ عليكَ أبا الظنونِ فلا أبٌ
يحنو لسهدكَ في جوىً لتجالِدَه
أو قلبُ أُمٍّ هاج فيك حنانه
لزيح الآما تحوطكَ رائدة
هي ذي الحياةُ بلا أحبتِنا انقضت
زهراً بلا عطرٍ تُرى ما الفائدة
إن لم تكن بين اليدين حليلةٌ
كل الليالي سوف تمضي جامدة
والجسم لولا الدفء يغمره انتهى
فيه المطاف كما الجسوم الهامدة
وكذا بحال الزاد يُعدَمُ ملحُهُ
من دونهِ ما طاب زاد المائدة
---
ناظم الفضلي .. العراق ٢٢
تعليقات