التخطي إلى المحتوى الرئيسي
سَلِ الصّوارم

في ظُلْمَةِ الليلِ لمّا هاجَتِ السُّحُبُ
ومالَ بالغيثِ ريحٌ حالُها الغَضَبُ

تَكَتَّلَ الْبَرْدُ في أعناقِ قافيتي
وكَفْكَفَ الدّفءَ من أوتادِها السَّبَبُ

مَتْنُ الفواصِلِ لا ثوبٌ يُدَثّرُها
فراحَ يلفظُ من أفواهِها التَّعَبُ

قصيدةُ الشّعرِ روحٌ تستغيثُ إذا
ما هَزَّها شَغَبٌ أو هدَّها وَصَبُ

وها أنا الآن والأبيات في جسدٍ
رداؤنا القهرُ في أحشائنا العَتَبُ

من أينَ نبدأُ والأوطان باكيةٌ
وأمْسَتِ المُدُنُ البيضاء تُغْتَصَبُ

فنخلُ بغداد لا سعفٌ يُظَلّلُهُ
وغاصَ بالوحلِ بعدَ العزّةِ الرُّطَبُ

قد كان يعلو كما الأقمار منزلةً
واحسرتاهُ وقد أَوْدَتْ بهِ النُّوَبُ

لم يبقَ في بردى عطرٌ يُزَينُهُ
والشّامُ بعد يباسِ الرَّوضِ تَنْتَحِبُ

للياسمينِ حكاياتٌ معذّبةٌ
تَلَوَّعَ الدّمعُ في الأكمامِ يَنْسَكِبُ

ثوبُ الأصالَةِ يابلقيس مُنْهتكٌ
  وطَأْطَأَ الرّأسَ بعدَ الهَيْبَةِ الْقَتَبُ

تقهقرَ السَّعْدُ في شَطْرَيْكِ فَانْحَسَرَتْ
مبادئُ الْعُرْبِ غابَ الأصلُ والنَّسَبُ

ما أَسْدَلَ الليلُ للأقصى ستائِرَهُ
إلّا  وَشَهْقَتهُ ضَجَّتْ بها الْقُبَبُ

حطّينُ تجثو بذُلٍّ في سلاسِلِها
من بعدِ ما جَدَبَتْ أَرْحامُها التُّرَبُ

ماذا أقولُ وقد جَفَّتْ محابرُنا
تَغَرَّبَ المجدُ فيها أَنَّتِ الكُتُبُ

يا أيّها المجد عذرًا قد أَلَمَّ بها
روحُ الحَمِيَّةِ بعدَ الغيرةِ العَطَبُ

أَنّى تعودُ لنا الأوطانُ زاهيةً
ويزهرُ الصّبح من أكمامِهِ الْهَدَبُ؟

سَلِ الصّوارِمَ لاتسمعْ لِمَنْ كتبوا
قد صارَ يعجَبُ من أحوالنا العَجَبُ

عشنا على الزّيفِ إذلالًا فكيف بها
تُنْبيكَ فخرًا وبنتُ العُرْبِ تُغتصَبُ

اليوم تغفو بأغمادٍ يحيطُ بها
ذلٌّ وعارٌ لأهلِ العُهْرِ تنتسِبُ

يكفيكَ فخرًا..فلا عبسٌ لها وثَبَتْ
ولا تحرّكَ في صهواتِها قَتَبُ

سلِ الصّوارِمَ في حطّينَ كم لمعَتْ
وكم تقهقرَ من أصواتِها الغُرُبُ

وكم تمرّغَ وجهٌ من حوافرها
تلكَ الخيول التي في طحنها اللهبُ

قُمْ وانظرِ الخيلَ قد أمستْ بلا هممٍ
مذ غادرَ السّرجُ والفرسانُ والغضبُ

لا تعجبِ اليومَ إذ شاهدتَ أدمعها
هل ينفعُ الخيلَ مَنْ في كفّهِمْ خشبُ

يا أيها المجد قُلْ لن نبتغي بدلًا
من المهانةِ ما لم تزأرِ الْعَرَبُ

أدهم النمريني.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حبيبتي والبحر وقفتُ على باب  الأحبة  باكيا ............فقد باتَ  مَنْ في  القلب ِ يا قلبُ نائيا لمَسْتُ غبارَ البيتِ ثم شمَمْتهُ ...................فما زالَ مِنْ ريح  الأحبة  زاكيا سَمِعْتُ وراءَ السّور ِ شهْقة َ وَرْدَة ................ ونهْدَة َ  عصفور ٍ يَصيحُ  مُناديا تنهَّدَ بابُ الدار ِ حين لَمَسْته ..................ومالَ نخيلُ البيت ِ يَهْمِسُ راجيا أنادي، وما في البيتِ إلا عَناكِبٌ .....................وأطيافُ أشباح  تحُوْمُ ورائيا فيا حُرْقة َ العينين هَوْناً فربما ....................يعودُ بمَنْ أقصاهُ يوما  زمانيا على هَوْجَة ِ الغربان ِ فرَّتْ يَمامتي ......................فبات حَمامُ الأيكِ يَبكي لِحاليا وكنتُ إذا ما مَرَّ طيرٌ مهاجرٌ .....................أُحَمِّله العُتبَى لمَنْ بات ناسيا أحجُّ له في اليوم  خمسينَ حجة ..............وأمشي له في الليل ِ هَوْناً  وساعيا فكم كان صدري للحبيب ِ وسادة ً! ..................وكم كان حضني للأنين ِ مُداويا! كتبتُ على الجدران  بعضَ قصائدي .........

بوارق الحب / توفيق حميد البكري

 * بوارقُ الحبِّ أبيتُ مع النّجوى . خليلي كما ترى                أعدُ نجومَ الليل أفترشُ الثرى تذكرتُ قيساً عندما طال هجرهُ                  فواسيتهُ شعراً وعزّيتُ عنترا ترقبتها حتّى  أجادتْ بوصلها             على خدِّها وردٌ حوى الثغرُ سُكّرا                   أرى بارقاً للحبِّ في طرفِها جرى          وغيثُ الهوى الدّفاق بالشّوق أمطرا فهامتْ بها روحي ورحّبَ خافقي              تعافَت بها الأسْقامُ والقلبُ أزهرا  طويتُ جراحَ الليل في حين وصلها          وأغلقتُ بابَ الحزنِ. والسُعدُ أبشرا وأشرقتُ شمسَ الوصل بالحبِّ باكراً                   تبسَّمت الأفلاكُ والكونُ كبّرا يُغرّدُ حرفُ الشعر في روضةِ الندى              ومن عطرها الفوّاح أُفْقي تعطّرا أعانقها ...

إلا رسول الله / احمد الأديب

  ألا رسول الله يا صاحب السجن في  نشإه  سر سبحان من سواه كم  من شعوب  لم تحتن بالنور لكنها  رفضت تنبيز   من   سباه تبا لمن رسموا  سيدي وإبتهجوا قولوا معي  قولوا إلا رسول الله نور تربع في الجوف  وفي القلب  تبت يدا (ماكروم) لو سب نور الله ما رد  سب   حبيبي  من   نضارته  القلب يعشق من  بالحب قد غذاه الدين   والأدب   من  لا  يمت  لهما سيكون مثل قطيع الركب يا ويلاه الويل  مأو  لمن  آتاه  توبيخي يا  سيد  الرسل  إنا لدين  الله  أجعل  يديك  على  أوراق  تأريخي لترى عجائب من شتموا حبيب الله  عيبوا  جميع  خلائق  الله  والتبسوا   لا تلمسوا  المبعوث غوثا  لمن  والاه  هذي  مبادىء  من  بالدين  يحتكم لينل رضاك  حبيبي يا رسول   الله ........  ........ أحمد الأديب