همسات مراكشية
----------
قصيدة بقلم
-------
كمال مسرت
-------
الصمت لغتي ..
---------
سيدة مسنة ..
سيدة منسية ..
ترتب عتمة صرختنا ..
كل ليلة ..
على رفوف متحف التاريخ ..
تضع على حافة دمعتي أزهار ابتسامتها ..
و تفاحة الحصار تلك .. تنام بيني و بينها ..
فلا أستطيع تقبيل نهديها و لا مبسمها ..
المتيبس ..
و تلك السحابة البيضاء تحجب عني خصرها ..
يتمايل غربا فتستوطنه زرقة البحر ..
يميل شرقا .. يبعثر تكهنات القدر ..
تستعمرني مملكة الصفر ..
فأبيت وحيدا على بياض قضيتنا ..
لمْ أبْنِ بها .. حتى آخر قصيدة كتبتها ..
بالأمس ..
لا تنامي أيتها القديسة مَلَكاً على نعش الشهيد ..
و لا تنامي وردة السراب على عتبة العيد ..
فنامي عينا على القدس ..
و عينا على نار الشام ..
و عينا على تنور الفرس ..
الطوفان المتأله على أبواب الخليج ..
و الخليج ظل خلف كراسي الظلال ..
و أنا بين الشمس و القمر تَمَزُّق غيمة ..
ذكريات الحصار تكتب تاريخا جديدا لي ..
على سعفة صرخة مريم ..
كلما رأتني صبايا الأحزان أغرد لعصافير المعتقل ..
كلما صاحبتني فراشات المنفى على طريق الأمل ..
فأنسى من أنا و من أكون ، و من أين أتيت ..
أنا أو أنتَ ..
حين تَضيع مني حقيبة السفر ، و خريطة العودة ..
إلى القدس ..
فتنتحر فيَّ رغبات السهر خلف صرخات الزنازين القمرية ..
لا أستطيع تسلق حشرجة المسيح على ظهر الصليب ..
و لا تحرير هويتي من عبوديتي ، و لا من عطر الغريب ..
سأبقيكِ أيتها العجوز الصبية في قلبي ..
ما دام القلب ملكي أنا .. و ملككِ أيتها العربية ..
لمّا أركب صدى أمواج الفرح و القريب ..
طفت الكون أرضا أرضا و لمْ أجد ظلي ..
و لا وطني ..
في كل منفى ..
أترك خلفي قصائد عشقي ..
قبل أن أرحل بدمعتين و صرخة ..
فأنا ابن هذه الأرض و إن أعدموني ..
أرواح لنا تسبح كل صلاة بين عوالم السماء ..
و الأرض ..
بالأمس كانت لنا ..
يد الظل الرمادية تبتلع فيَّ مشرق العرب ..
و مغربه يرتقب ..
فابكي ذكراكِ سيدتي و لا أنام ..
هزمني أهلي و ناموا على جرحي ..
رياشا ..
كل مرايا الفجر في عيني انكسرت ..
و العالم الآخر يمقتنا فننحني له احتراما ..
هزمتني لغتي قبل بداية الحوار ..
أناديكِ في منفايَ بكل الأسماء أسيرة الغيب ..
كانت تشاطرني الزنزانة ..
هذا الحصن القريب ليس كل العالم ..
و هذا النهر من دمي يؤدي إلى فلسطين بعمق ..
فلا أعود إلى الساحل حين أغفو ..
بين أنفاس زعماء الغبار ..
نسيم المعتقل ينعش ذاكرة الموت ..
ليحيي فينا عرسه السرمدي ..
فلا أصدق كل أشعار الخريف ..
و لمْ أنصت لحكمة صمتي ..
و الصمت لغتي ..
أنقب عن الضوء في عتمتي ..
فدعينا لا نعشق سكون الحرف ..
في معجزات الخوف ..
تتطاير أشلاؤنا كشرارات العشق ..
لنكتب نشيد الوطن ..
فأحيى آلاف السنين بلا ظل .. بلا وطن ..
ذباب .. ذئاب .. نباح كلاب ..
مكر الأغراب .. ذل الأعراب ..
يباب .. عتاب .. هويتي سراب ..
تمطر أحيانا قطرات حب يعلوها الدم ..
فأكون بداية رماد الحرب ..
فمري من قلبي أيتها السيدة الفانية ..
في رحاب الصمت .. و الندم ..
و لو دون قصد لأكبر في ابتهالاتك ..
فيزهر الخريف على أثرك ..
و قلت في حلمي للسامري لا مساس اليوم ..
فعشتار لي .. الشهباء لي ..
و القدس دوما كان لي ..
فارحل أيها الطوفان دون سلام مني ..
فمحمد آت ..
المهدي آت ..
السبط آت .. آت ..
و حين ينام العرب في صمت لغتي ..
سأحرر القدس من صمت لغتي ..
و تُبْعث من صمتكم لغتي ..
ناموا في سلام ، فالصمت لغة الموتى ..
و لغتي ..
بقلم :كمال مسرت
المغرب الأقصى
----------
قصيدة بقلم
-------
كمال مسرت
-------
الصمت لغتي ..
---------
سيدة مسنة ..
سيدة منسية ..
ترتب عتمة صرختنا ..
كل ليلة ..
على رفوف متحف التاريخ ..
تضع على حافة دمعتي أزهار ابتسامتها ..
و تفاحة الحصار تلك .. تنام بيني و بينها ..
فلا أستطيع تقبيل نهديها و لا مبسمها ..
المتيبس ..
و تلك السحابة البيضاء تحجب عني خصرها ..
يتمايل غربا فتستوطنه زرقة البحر ..
يميل شرقا .. يبعثر تكهنات القدر ..
تستعمرني مملكة الصفر ..
فأبيت وحيدا على بياض قضيتنا ..
لمْ أبْنِ بها .. حتى آخر قصيدة كتبتها ..
بالأمس ..
لا تنامي أيتها القديسة مَلَكاً على نعش الشهيد ..
و لا تنامي وردة السراب على عتبة العيد ..
فنامي عينا على القدس ..
و عينا على نار الشام ..
و عينا على تنور الفرس ..
الطوفان المتأله على أبواب الخليج ..
و الخليج ظل خلف كراسي الظلال ..
و أنا بين الشمس و القمر تَمَزُّق غيمة ..
ذكريات الحصار تكتب تاريخا جديدا لي ..
على سعفة صرخة مريم ..
كلما رأتني صبايا الأحزان أغرد لعصافير المعتقل ..
كلما صاحبتني فراشات المنفى على طريق الأمل ..
فأنسى من أنا و من أكون ، و من أين أتيت ..
أنا أو أنتَ ..
حين تَضيع مني حقيبة السفر ، و خريطة العودة ..
إلى القدس ..
فتنتحر فيَّ رغبات السهر خلف صرخات الزنازين القمرية ..
لا أستطيع تسلق حشرجة المسيح على ظهر الصليب ..
و لا تحرير هويتي من عبوديتي ، و لا من عطر الغريب ..
سأبقيكِ أيتها العجوز الصبية في قلبي ..
ما دام القلب ملكي أنا .. و ملككِ أيتها العربية ..
لمّا أركب صدى أمواج الفرح و القريب ..
طفت الكون أرضا أرضا و لمْ أجد ظلي ..
و لا وطني ..
في كل منفى ..
أترك خلفي قصائد عشقي ..
قبل أن أرحل بدمعتين و صرخة ..
فأنا ابن هذه الأرض و إن أعدموني ..
أرواح لنا تسبح كل صلاة بين عوالم السماء ..
و الأرض ..
بالأمس كانت لنا ..
يد الظل الرمادية تبتلع فيَّ مشرق العرب ..
و مغربه يرتقب ..
فابكي ذكراكِ سيدتي و لا أنام ..
هزمني أهلي و ناموا على جرحي ..
رياشا ..
كل مرايا الفجر في عيني انكسرت ..
و العالم الآخر يمقتنا فننحني له احتراما ..
هزمتني لغتي قبل بداية الحوار ..
أناديكِ في منفايَ بكل الأسماء أسيرة الغيب ..
كانت تشاطرني الزنزانة ..
هذا الحصن القريب ليس كل العالم ..
و هذا النهر من دمي يؤدي إلى فلسطين بعمق ..
فلا أعود إلى الساحل حين أغفو ..
بين أنفاس زعماء الغبار ..
نسيم المعتقل ينعش ذاكرة الموت ..
ليحيي فينا عرسه السرمدي ..
فلا أصدق كل أشعار الخريف ..
و لمْ أنصت لحكمة صمتي ..
و الصمت لغتي ..
أنقب عن الضوء في عتمتي ..
فدعينا لا نعشق سكون الحرف ..
في معجزات الخوف ..
تتطاير أشلاؤنا كشرارات العشق ..
لنكتب نشيد الوطن ..
فأحيى آلاف السنين بلا ظل .. بلا وطن ..
ذباب .. ذئاب .. نباح كلاب ..
مكر الأغراب .. ذل الأعراب ..
يباب .. عتاب .. هويتي سراب ..
تمطر أحيانا قطرات حب يعلوها الدم ..
فأكون بداية رماد الحرب ..
فمري من قلبي أيتها السيدة الفانية ..
في رحاب الصمت .. و الندم ..
و لو دون قصد لأكبر في ابتهالاتك ..
فيزهر الخريف على أثرك ..
و قلت في حلمي للسامري لا مساس اليوم ..
فعشتار لي .. الشهباء لي ..
و القدس دوما كان لي ..
فارحل أيها الطوفان دون سلام مني ..
فمحمد آت ..
المهدي آت ..
السبط آت .. آت ..
و حين ينام العرب في صمت لغتي ..
سأحرر القدس من صمت لغتي ..
و تُبْعث من صمتكم لغتي ..
ناموا في سلام ، فالصمت لغة الموتى ..
و لغتي ..
بقلم :كمال مسرت
المغرب الأقصى
تعليقات