من جديد غِرّيد النواعير...
(أَوقِدْ على ذكرى الحَبيبِ ...)
أَوقِدْ على ذكرى الحبيبِ شُمُوعَا
ما دامَ جفنُكَ لا ينالُ هُجُوعَا
أَنّى لِعَيني أن تنامَ قريرةً
وبخاطري شَبَّ الغرامُ وُلُوعَا ؟!
قد كُنتُ أَحسبُ يومَ حانَ وَداعُها
قلبي على بلوى الفراقِ مَنيعَا
حتى إذا نادَى المُنادي : حَمِّلُوا
أَنَّ الفؤادُ مع النِّداءِ وَجِيعَا
اسْتَدعيتُ صبري عَلَّهُ سَيُعينُني
فَوَجدتُهُ خاوي الوفاضِ جَزُوعَا
أَلقَى بهامتِهِ يُطأطِئُ مُحْبَطًا
دَعني - وربِّك - يا وليدُ صَريعَا
فَصُدِعتُ مِن هذا الذي أُوهِمتُهُ
عونًا يهبُّ إذا اسْتَغثتُ سَريعَا
وازْداد غَمّي حين مَدَّتْ كَفَّها
والعَينُ تَرجَمَتِ العذابَ هُمُوعَا
قالت وفي نَبَرَاتِها غصصُ الجَوَى
والقلبُ يعتصرُ الأَسى مَوجُوعَا
إنّا ذُبِحْنا يا وليدُ سَويّةً
فالحِقدُ مَزَّعَ حُلمَنا تَمزيعَا
تلك التي تَدري بها غَدَرَتْ بِنَا
وَأَبي لها أَرْخَى القِيادَ مُطِيعَا
لم يبقَ إلّا اللهُ يَجمعُ شَمْلَنا
يا ربِّ قَدِّرْ لِلقاءِ رُجُوعَا
ثُمَّ اسْتدارَتْ لِلرَّحيلِ وَوَجهُها
نَحوي تَسحُّ المُقلتانِ دُمُوعَا
صُعِقَ الفؤادُ وقد تَمَلْمَلَ هَوْدَجٌ
مَنْ ذا يُعزِّي العاشقَ المَفجوعَا؟؟؟
2020/11/7
وليد العاني
( غِرِّيد النواعير)
تعليقات